|


بدر السعيد
قوارير..!
2017-10-01

 

 

ستظل القرارات التأديبية جزءًا لا يتجزأ من المشهد الرياضي.. وستبقى آثار العقوبات الانضباطية جانبًا مهمًّا يعكس المفاهيم الرياضية وتطبيقاتها.. قد نتفق معها وقد نختلف.. قد نؤيد مضمونها أو نعارضه.. لكنها بلا شك لا تزال واقعًا ماثلًا أمامنا، وأحد أهم أسباب "الاختلاف" في أحيان، و "الخلاف" في أحيان أخرى..!.

 

كتبت كثيرًا حول الانضباط و"ضبط الانضباط" على وجه الخصوص.. وسبقني الكثيرون في ذلك كمًّا وكيفًا.. وسيكتب غيرنا الكثير حول هذا المحور الرياضي الجوهري.. ولن يصل أحدنا إلى إقناع ورضا المسؤول أو المتابع، فهي غاية لم يدركها أحد بعد..!.

 

إلا أن ما دعاني للعودة إلى الحديث هو ردود الأفعال تجاه القرارات الانضباطية الصادرة مؤخرًا عن الاتحاد السعودي لكرة القدم، والتي تناولت عقوبة بعض الجماهير نتيجة خروجهم عن الروح الرياضية بقذف "قوارير المياه" من المدرج إلى الملعب.. وهي تصرفات تكررت كثيرًا.. تشابهت في شكلها واختلف المتسبب..

 

جاءت قضية "القوارير"؛ لتؤكد لنا مجددًا أن بعضهم ما زالوا تتلبسهم "ثقافة الضجيج" تجاه أي قرار يصدر عن جهة مسؤولة..!.

 

جاءت قضية "القوارير"؛ لتبرهن بشكل قاطع أنه لا يزال بيننا من ينتقد القرارات دون الرجوع إلى اللوائح.. ومن يرفع صوته تجاه أيّ عقوبة قبل العودة إلى الأنظمة ونصوصها..!.

 

جاءت قضية "القوارير"؛ لتؤكد لنا أنه لا يزال هناك من سخر وقته ومجهوده لنقد القرارات الانضباطية والتشكيك فيها، أكثر من استغلال منبره الإعلامي لنبذ الفعل نفسه.. وتسليط الضوء على كمية الإساءة الناتجة عن مثل تلك التصرفات من الجماهير..!.

 

وحتى أكون أكثر إنصافًا.. ولإيضاح موقفي بشكل شفاف.. فأنا هنا لا أدافع عن اتحاد كرة القدم أو أقدم له التبريرات والتأييد، بقدر ما أنا حزين على وضع "بعضهم" من الذين أعيتهم نظرية المؤامرة؛ حتى باتوا خصمًا لكل قرار انضباطي..!.

 

وفي الوقت الذي أبدي فيه كامل تحفظي على عدد من القرارات الانضباطية السابقة، ورفضي قبول بعضها.. إلا أني أتطلع إلى أن يكون لاتحاد الكرة الحالي نصيب من إصلاح ما أفسده الدهر.. 

 

فيقدمون لنا انضباطًا واضحًا في مضمونه.. شديدًا في عقوباته .. وعادلًا في تطبيقها على الكل وبلا استثناء.. عندها سننعم برياضة أكثر احترامًا وقيمة..

 

أخيرًا.. بدلًا من أن تسخروا من مسألة "عدّ القوارير"، عليكم أن تخاطبوا عقول الجماهير؛ لإيقاف مثل هذه التصرفات التي تعكس النقص التربوي لأصحابها..!.

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..