|


أحمد الفهيد
أمِلْت.. فعمِلْت.. فنِلْت!
2017-10-03

 

 

 

‏(١)

 

لا أعلم شيئًا عن الظروف التي ذهبت بـ"الذهبي" مساعد الزويهري إلى النادي الأهلي السعودي، ليصبح رئيسًا له، ولست مهتمًا أبدًا بأن أعرف، ربما لأنني أعلم شيئًا أهم من هذا كله، وهو أن ابن مكة "النقي، التقي" أعاد النادي العريق إلى منصات البهجة، والسمو، والزهو الكبير.

 

(٢)

حضر فاحتضر الحزن بين يديه، وولىَّ الحظ السيئ الأدبار، وصارت "المنصة" مجلسًا من مجالس الأهلي الفارهة.

 

 

(٣)

قبل مساعد الزويهري كان الأهلاويون في خِضَمّ دأب كبير، وحثيث، وجاد، لجعل الفرح يهطل، لكن سماء المحاولات لم تمطر ذهبًا.. كانت ترسل فرحة، أو فرحتين، ما تلبث أن تجف، ثم تمسك عن صبّ نعيمها من الابتهاج، فإذ بالقلب يذبل، ويتعكر ماء المزاج!.

 

 

(٤)

حتى جاء رجل المُهِمَّةُ "المُهِمّة"، طيّب القلب، وطبيب القلوب المنهكة من تأخر الفوز، الرئيس الذي جلس على عرش "القلعة الخضراء" عامًا وبضعة أشهر، أثمرت ثلاث بطولات كبيرة، واحدة منها تعدل عُمرًا بأكمله.

 

 

(٥)

كان الزويهري يذهب من ذهب إلى آخر، وكانت مدرجات "المجانين" تضج بالنشيد "أيا قلعة المجد، والمجدُ أهلي"، كان كل شيء في تمام بهائه، حتى غادر "الرئيس البطل" المشهد "فجأة"، وضغط على زر "إنهائه"!.

 

 

(٦)

نزل من على "العرش الأخضر"، وتنازل عن الضوء الذي كان يُشعُ من قصره.. وامتطى دابة الغياب.

 

 

(٧)

.. وحين نزل من على العرش، نزل معه الأهلي، وامتطى دابة الغياب نفسها، وصار الطريق إلى المنصة وعراً.

 

 

(٨)

"ربما" لن يعود الزويهري رئيسًا للنادي الكبير أبدًا، لكن "الأكيد" أن اسمه سيُعاد دائمًا كلما فرَّت بطولة من قبضة الصياد "الراقي"، وسيُعاد اسمه دائمًا كلما عُدَّت بطولات الأهلي في بيان الفخر، والشرف.

 

 

(٩)

مثله لا يُنسى، وكيف ينسى مثل هذا السيد الذي دخل وابتسامته تملأ وجهه، وخرج والابتسامة تملأ وجهه، وبينهما وضع ملايين الابتسامات على وجوه الذين غصت ملامحهم بشحوب جزيل، حُزنًا على أملٍ ملَّ من انتظار الفرج ــ الفرح الذي لا يأتي.

 

 

(١٠)

مساعد بن هليل الزويهري.. حضرت، فأمِلْت، فعمِلْت، فنِلْت، ولمّا رحلت، تركت في أثرك ثروة من "الذهب" اللامع، الذي لا يَنطفِئ بريقه، حتى وإن أَطْفَأَوا نور المكتب.