|


سعد المهدي
بيئة الملاعب.. الكرة في ملعب الجماهير
2017-10-05

 

 

 

 

تحسن بيئة الملاعب عبارة طالها الكثير من اللت والعجن وخطوة إلى الأمام واثنتان إلى الخلف وقد يظل الوضع كذلك حتى ونحن نتباشر بقرارات إيجابية حول إمكانية تحويل الملاعب إلى جاذبة ومتوافقة مع احتياجات مرتاديها ما لم نؤمن بأن لذلك شروطه واستحقاقاته التي لابد أن نعلمها جميعنا.

 

أولاً: لا بد أن نتفق على أن تحسين بيئة الملاعب هو أمر نسبي وله ارتباط بطبيعة المنشأة، إذ إن ما يتوافر في بعضها لا يتوافر في كلها وما يصلح أن يضاف إلى واحدة منها قد يصعب على الأخرى. ثانياً: دور موقع الملعب في تسهيل أو تعقيد الوصول إليه ومتوسط المدة الزمنية التي لابد أن يتم احتسابها ذهاباً وإياباً من كامل الوقت. ثالثاً: الدافع الذاتي في الأصل للمشجع في الحضور من عدمه.

 

صلاحية أي ملعب تبدأ بمستطيله المعشب ومعداته من أصغر الأشياء حتى الإضاءة والساعة الإلكترونية مروراً بغرف التبديل للاعبين والحكام، أما ما يخص المتفرجين من مقاعد تمكنهم من المشاهدة بوضوح وعن قرب فإن طلباتهم لا تتوقف عند ذلك، بل تبدأ من الطرق المؤدية إلى الملعب وتعدد وسائل النقل إلى المواقف ثم عند ترجله مشياً إلى المدرج حتى خروجه من المنطقة التي تقع بها المنشأة.

 

هيئة الرياضة اليوم أعلنت أنها عازمة على إنهاء هذا الملف بما يحقق الرضا التام من الجماهير ولابد أنها وضعت كل ما ذكر في خطة العمل وفريقه الذي لابد أن يضم أطرافاً أخرى من جهات أمنية ومرور وبلدية ونقل، فهذه الجهات ما لم تتعاون فقد يصل المشجع إلى الملعب وقد فقد الكثير من الوقت والرغبة في حضور المباراة ولن يجدي معه أي شيء داخل الملعب لتحسين مزاجه وإعادته لأجواء الكرة.

 

دائماً نهمل الإشارة إلى دور الجماهير في إنجاح تحسين بيئة الملاعب ونتركها مسؤولية كاملة على المؤسسة الرياضية وهذا خطأ يتكرر كثيراً حين يكون النقاش حول أي خدمة يجب أن تقدم للمواطن، لذلك أتوجه للجماهير قبل غيرهم بالقول إن أي خدمات ستقدم بغرض تحسين بيئة الملاعب ستكون ناقصة وربما مفقودة ما لم يكن فيها المشجع أول الداعمين لها من خلال التقيد بالتعليمات والالتزام بشروط الاستفادة من أي خدمة.

 

لن يكون مقبولاً أن يتم الصرف على خدمات ضرورية أو مزايا يقابلها استهتار واستخفاف من الجماهير أو عدم ضبط وربط من الجهة المسؤولة لمنع ذلك وليس عدلاً أن تشتكي الجماهير من سوء بيئة الملاعب وفي المقابل تتهاون أو ترفض الالتزام بالقواعد المنظمة للاستفادة من الخدمات والتحسينات.. قد يكون في هذه المرة الكرة في ملعب الجماهير دعونا نرى!