|


عدنان جستنية
"أنا في حلم ولا في علم"
2017-10-06

 

 

 

في كل مرة أعزم النية بعدم الكتابة عن تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة مشيداً داعماً للقرارات التي يتخذها لكيلا يفسر كثرة المدح هو نوع من "التطبيل" أو أن لي "مآرب أخرى" أجدني غير قادر على تنفيذ هذا الالتزام الشخصي، والسبب لا أبالغ إن قلت إن حالة الإعجاب والانبهار بحزمة قرارات متتالية بات يفاجئنا بها في فترة زمنية قصيرة تجبرني سواء على مستوى تويتر أو المقال الصحفي أو البرامج الرياضية ان يكون لي "كلمة وموقف" حتى وإن ذهب البعض إلى "سوء الظن" فلم يعد يهمني رأيهم خاصة إن كل ما كنت أطالب به على مدى "20" عاما أصبح  اليوم حقيقة ماثلة أمام عيناي حتى أنني بتُ مثل المجنون أحدث نفسي غير مصدق متسائلاً "أنا في حلم ولا في علم"؟.

 

ـ دعوني أضرب لكم مثالين لما كنت أنادي به مِن سنوات طويلة، فقد كتبت مراراً بضرورة عقد الجمعيات العمومية للأندية سنوياً  وأن تقوم مكاتب رعاية الشباب في كل مدن السعودية بدورها، وإن لم تؤدها فلابد من تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب أو رئيس الهيئة العامة للرياضة ولكن "لاحياة لمن تنادي" فكل مناداتي كانت تجد "أذنا من طين وأذنا من عجين" ليأتي اليوم "تركي آل الشيخ" ويطالب الأندية بعقد جمعية عمومية "استثنائية" حسب مادة نظامية لم يخترعها من رأسه إنما متوفرة في النظام الأساسي بلائحة الأندية، ويتوقع في حديثه لبرنامج "اكشن يادوري" أن هناك إدارات أندية سيطالها ما طال نادي الاتحاد بمعنى سوف تحال ملفاتها إلى هيئة الرقابة والتحقيق، 

 

وهنا أجدني مضطراً أن أكون "شفافاً" وأقول: إن كل مسؤول في رعاية الشباب في الفترات السابقة مهما كان منصبه القيادي ومكانته الاجتماعية لم "يطبق الأنظمة يجب أن يحال أيضاً إلى هيئة الرقابة والتحقيق خاصة في قضايا الفساد على اعتبار سكوته أو إهماله يضعه في خانة إنه كان مشاركاً في الفساد، فلو كان هؤلاء المسؤولون صغاراً أم كباراً يقومون بمسؤولياتهم على أكمل وجه من خلال المتابعة والاهتمام بتطبيق النظام لما وصلت أنديتنا إلى هذا الحال الذي "لا يسر عدوا ولا صديقا" فهل يا ترى ما أطالب به في هذا الهمس أراه يتحقق قريباً ويصبح علماً وليس حلماً، أرجو ذلك وإن كان بالنسبة لي أراه حلماً صعب المنال وإن أصبح في عصر سلمان الحزم ومحمد الإصلاح حلماً ليس "مستحيلاً" تحقيقه.

 

ـ المثال الثاني لما كنت أطالب وأنادي به هو أن المخالفات المالية للأندية لو بحثنا ودققنا  جيداً في أي لعبة من الألعاب الفردية أو الجماعية تكثر؟ نلاحظ أن وجودها بنسبة عالية قد تصل إلى "٩٩,٩٪‏" في كرة القدم، بمعنى أن اتحاد القدم ولجانه لو قاموا في الفترة الماضية بمسؤولياتهم "كما فعل الآن اتحاد القدم الحالي ولجان"مصحصحة" وليست "مخترقة" حينما بلغ رئيس لجنة التراخيص رئيس اتحاد القدم عادل عزت بوجود شبهة تزوير لاثنتين من إدارات الأندية الذي بدوره قام بإبلاغ رئيس الهيئة العامة للرياضة مباشرة دون تباطؤ أو تخاذل" لما وصل حال أنديتنا لما وصل إليه الآن، 

 

فقد كتبت كثيراً أناشد بقوة المسؤول الأول عن الرياضة أن يفصل رعاية الشباب عن كرة القدم ومشاكلها وأن يترك مهمة التدخل المباشر من خلال اتحاد القدم ولجانه، إلا أن  ردة الفعل كانت أيضا "لا حياة لمن تنادي" ليأتي اليوم لأرى ما سطره قلمي عبر مجموعة مقالات باتت حقيقة ملموسة، ولا تستعجبوا، إن حالة "الدهشة" ان وصلت بي مع قرارات أخرى "تشرح الصدر والخاطر" إلى مرحلة تجدوني في الشارع أصرخ عالياً كالمجنون "أنا في حلم ولا في علم"، كما لا تلوموني إن زدت مدحاً وثناءً لمن تسبب في جناني، فالمجنون مرفوع عنه القلم.