|


سامي القرشي
‏خالد الذي أبكاني
2017-10-10

 

 

 

أعلن الأمير خالد بن عبد الله "اعتزاله" الوسط الرياضي بعد أربعين عامًا من العطاء، كان فيها كنزًا للأهلي لا يدركه بعض الغافلين، ويحسدهم عليه كل المنافسين.

 

غادر الركن الأهلاوي الكبير في هدوء، غادر من الباب "الكبير"، وهو يسدد ويضمن ويشكر ويدعو إلى الالتفاف الجماهيري حول عريق وصفه بـ "مرتع طفولة.. وبداية طريق".

 

يقال إن الكيانات لا تقف على أحد، ونقول إن الكيانات تقوم على أركان، وخالد ركن حمل الكيان على كتفية سنوات دون انقطاع أو ملل، "هرم وقلعة" وأخوّة "رضاع".

 

اليوم.. ونحن نعيش هذا الخبر الصادم، سيقف الأهلاويون أمام أمرين لا ثالث لهما؛ فراغ مالي لا يستطيع تعويضه أحد، وبوادر هروب ليل وارد يمحوه نهار خالد.

 

أربعون سمان لا نتمنى أن تتبعها أربعون عجاف، وهذا لا يكون إلا بمبادرة تنصيب لكبير فعل، وليس لكبير قول كما كان خالد، وإلا فالربيع الرائد سيتبعه خريف بارد.

 

تساقط الأوراق، هو كل ما يخشاه الأهلاويون على "شجرة" الأهلي، فالمال ماء والكبير ظل، وهو كل ما نحتاجة تعويضًا لرجل كان للكيان السيل، وكان له الخيل.

 

هل من متقدم لمنصب الأب في الأهلي بعد خالد؟ سؤال لا أعتقد أن له جوابًا، وإن كان.. فلا أظن أنه سيكون بالإيجاب، وهذا ليس تشاؤمًا.. ولكن مجرد المقارنة بخالد تصرف ظالم. 

 

بذهاب خالد.. استوى ظاهر الأهلاويين وباطنهم، وأما المنافسون فظاهرهم حزن للفراق وباطنهم الفرحة برحيل من يلوي الأعناق، لولا أن "البشائر" تشخص لها الأحداق.

 

يقول الرمز في تواصل مباشر، للحياة تقاليدها في فرض ما لا نحب أحيانًا، والأهلاويون أسروني بحبهم، وإن اهتز الأهلي.. فسأبحث له عن مخرج، ولن أقف "متفرجًا".

 

تغريدة نزلت كالصاعقة على رؤوس الكارهين، وغوغائيو إعلام ربطوا الإعلان بقرارات معلنة وخرابيط لجان، إسقاط غير لائق لا يفعله إلا مسبقو دفع وثرثارو بطائق. 

 

ثم أعود على بدء أذكر فيه بأعضاء شرف باتوا على المحك بعد خالد، فرقعة الشطرنج التي ترجل حصانها وحوصرت قلعتها، تنتظر الشيكات أو "كش ملك" ثم الممات.

 

فالباب الذي كان البعض يغمز ويلمز أنه مقفل أمامهم، ها هو اليوم مفتوح على مصراعيه لمن أراد، والمدرج الأهلاوي يقول كفاكم تسلقًا على الرمز.. ولتدخلوا "المزاد".

 

كم نحن محظوظون أن عشنا عصر رجل حطم بانتمائه ودعمه الأرقام، ولا نعلم كيف سيكون الحال والمقام، وهل سيصدقنا حينها الأهلاويون الذين لا يزالون في الأرحام.  

 

عشت كل حياتي الإعلامية في عهد خالد، لم يقدم المال، بل وهب المنزل والعيال، أولاد وزوجة وبنات كلهم قلوب خضراء آثرت للبيت الأهلاوي الفرح ولأبيها الشقاء.

 

شكرا تتجاوز "الرمز" إلى "عائلته" التي تنازلت عن حقها في رجل أتعب الوفاء والكرم، وأب إن أعلن الرحيل فقلبه حاضر.

 

ولن يطيل، خالد الذي أنزل الدمع بعد والد.

 

 

فواتير

 

ـ سيدة الأعمال تشكر الرمز وتعلن استمرار دعمها هذا الموسم؛ إدراكًا لأهمية المرحلة، ولولا أنها سيدة لقلت "مرجلة".

 

ـ أمثال خالد لا يُطلب تكريمهم من أي جهة كانت إن لم تكن مبادرة، فالأهلاويون أولى بتكريم يليق بشخص عظيم.