|


د. حافظ المدلج
229 أو 215
2017-10-14

 

 

 

 

لغة الأرقام أكثر مصداقية وفعالية من الكلمات الإنشائية، وقد تفاجأ الوسط الرياضي بصور مختلفة من الأرقام التي أفرزتها لنا الجمعيات العمومية للأندية، التي وجّه رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بعقدها في واحد من أهم قراراته، إذ يحسب لمعالي المستشار "تركي آل الشيخ" إقرار مبدأ الشفافية والإفصاح عن جميع الأرقام في موازنات أنديتنا الرياضية، وقد اطلعت على تلك الأرقام التي أوردتها الأندية بشكل مختصر، حيث اقتصرت على الإيرادات والمصروفات والفائض/ العجز، دون تفاصيل لتلك الأرقام، وتلك بداية مميزة أكاد أجزم أنها ستتطور في الجمعيات القادمة، ولذلك أكتفي اليوم بالتركيز على رقمين "229 أو 215".

 

"229 مليون ريال" رقم كبير جداً يمثل مجموع ما أنفقه رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد خلال فترة رئاسته التي لم تكمل العامين بعد، والحقيقة أن ضخامة الرقم تظهر عند مقارنته بمجموع ما أنفقه بقية أعضاء الشرف "181 مليون ريال"، والذي يعتبر مبلغاً كبيراً أيضاً مقارنة بمجموع تبرعات أعضاء الشرف في الأندية الأخرى، وهذه الأرقام تقودنا إلى الرقم الثاني في عنوان المقال "229 أو 215".

 

"215 مليون ريال" رقم صغير جداً يمثل تكلفة إنشاء ملعب جامعة الملك سعود، وحتى لا يتبادر لأذهانكم أن هناك خطأ مطبعياً حين ذكرت بأن الرقم "صغير"، فقد قلت ذلك مقارنة بالأرقام الضخمة لتكلفة المنشآت المماثلة، وأتساءل بكل صدق: لماذا لا تبادر أنديتنا الرياضية بطلب قطعة أرض من الدولة لإنشاء ملعب نموذجي لكرة القدم، يحاكي الملاعب الأوروبية الخاصة بكرة القدم وبتكلفة لا تتجاوز 215 مليون ريال؟ مع يقيني بأن أثر هذا المشروع سيبقى لعشرات الأعوام استثماراً للأجيال القادمة، يدر على النادي دخلاً ثابتاً يحقق الاستقرار لخزينة النادي، بدلاً عن الاعتماد الكامل على دعم أعضاء الشرف الذي يأتي أعواماً ويغيب أخرى، ومع شكري الجزيل لكل عضو شرف أنفق من ماله لخدمة الرياضة، إلا أنني أرى أن الإنفاق في مشاريع دائمة كالملاعب والأكاديميات أفضل من الإنفاق على عقود ورواتب النجوم والمدربين لتحقيق بطولات مؤقتة، ولذلك كان السؤال: "229 أو 215"؟. 

 

تغريدة tweet:

 

ولعلي أختم المقال بنداء للجمعيات العمومية للأندية الرياضية، للعمل الجاد على إنشاء المشروعات الدائمة كالملاعب التي صنعت الفارق في كل الأندية العالمية، ويقيني أن التخطيط المناسب والأمانة في العمل والاعتماد بعد الله على ذوي الخبرة العالمية والمحلية، ستنتج عنه بإذن الله ملاعب نموذجية تحقق النقلة النوعية في كرة القدم السعودية، فالوقت ملائم للمشروعات الرائدة التي طال انتظارها.. وعلى منصات ملاعب الأندية النموذجية نلتقي.