|


عدنان جستنية
العين الحمراء و"باي باي" أبو بدلة جنان
2017-10-17

 

 

مع بداية ظهور قنوات "برو سبورت" وظهور مقدمي ومحللي برنامج الاستديو التحليلي والبرامج الداعمة للدوري السعودي الذي ينقل حصرياً على قنواتها بزي "الخواجة" كتبت هنا في هذا الهمس مقالين تحت عنوان "أبو بدلة جنان" على وزن أغنية الفنان الراحل فريد الأطرش "أبو ضحكة جنان"، إذ أبديت فيهما اعتراضي الشديد على ارتداء سعوديين للبس أجنبي وكأن هناك من يحاول مسح هويتنا الوطنية سواء من خلالهم أو من خلال مشاهد متابع قد يتأثر بهذا الفكر وهذه السياسة الإعلامية وجيل شباب "ما هو ناقص" بات معجباً بكل ماهو مستورد. 

 

ـ مناشداتي للمسؤولين في هذه القنوات لم تؤت بجدواها ولم تثمر عن تجاوب منهم ولا حتى تفاعل بالرد أياً كان هذا الرد، ما اضطرني هذا "التهميش" إلى كتابة مقالي الثاني بالعنوان المذكور آنفاً نفسه موجهاً خطابي الإعلامي كرأي إلى من "يهمهم الأمر" سواء على مستوى اتحاد القدم أو الهيئة الرياضية ـ الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقاً، إلا أنني أيضاً لم ألق أي ردة فعل إيجابية فكلهم آنذاك اتفقوا على مبدأ واحد "أذن من طين وأذن من عجين" ولا أخفيكم أني فقدت "الأمل" نهائياً في أن هناك من سيدرك ما أعنيه وأرمي إليه "كحس وطني" لا أشك أن الجميع "يشاركني" فيه كل بقناعاته الخاصة.

 

ـ في أواخر الأسبوع الماضي أصدر   رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ ما كنت قد طالبت وناديت به توجيهاً للقائمين على قنوات "برو سبورت" فيه ما أسعدني كثيراً وعدت مِن جديد في طرح سؤالي المتكرر "أنا في حلم ولا في علم" حينما قام بممارسة صلاحياته بناءً على العقد المبرم، مستخدماً سياسة "العين الحمراء" كما استخدمها في حالات سابقة منذ أن أسندت إليه مهمة قيادة الحركة الرياضية في بلادنا وشاهدنا مساء يوم الأحد الماضي 

 

أول ظهور لمقدمي ومحللي البرامج الرياضية بالزي السعودي "الثوب والغترة والشماغ والعقال" وهنا لن أكرر شكري وامتناني بهذا الخبر السار لشخصية هي في "غنى" تام عن أي مدح وثناء بقدر ما أن في فمي "سؤالاً" هل مثل هذا القرار يحتاج إلى "power" بمعنى دعم قوي من "يلي فوق" بمعنى يحصل على الاستئذان والموافقة منهم أم أنها مبادرة أو خطوة جاءت منه وفقاً لـ"حس وطني" خاطب مشاعره وإحساسه وتساؤل فيه من الدهشة "لماذا القناة الناقلة للدوري السعودي فرضت على السعوديين الظهور بزي "أجنبي" وهل ذلك يعني إيحاءات مباشرة أو غير مباشرة أن عقولنا كسعوديين "تتعطل" بمجرد لَبْس الزِّي السعودي في حين "تتألق" مع لَبْس قميص وبنطلون وكرفتة" الخواجة؟". 

 

ـ هذه الخطوة الجريئة التي تمس هويتنا الوطنية ذكرتني بظاهرة أخرى بدأت تجتاح ملاعبنا قبل أربعة مواسم عبر روابط المشجعين من خلال أهزوجات تحولت إلى أناشيد تكاد تكون شبيهة بـ "النشيد الوطني" بما يعطي انطباعاً يضع أناشيد الأندية في مساواة مع النشيد الوطني حينها أيضاً طالبت بتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولكن بلا فائدة حتى جاء التدخل من الجهات العليا ومنعت ذلك.

 

ـ عموماً، قرارات شجاعة من الهيئة الرياضية بدأت تأخذ حيّز التنفيذ كان الإعلام يطالب بها إلا أنها لم تجد الاهتمام كان آخرها "باي باي أبو بدلة جنان"، ثم منع رؤساء الأندية من الجلوس في دكة الاحتياط والقائمة تطول فتحية من الأعماق للرجل القائد الذي أعاد للقرار هيبته وتجاوب مع الإعلام الصادق والنقد الهادف البناء وكأنه كان على قدر كبير من "المتابعة" لما ينشر في الصحافة ويطرح في البرامج الرياضية.