|


سعد المهدي
لاعب الكرة لا يؤدي عملا وظيفيا
2017-10-17

 

 

 

ماذا يمكن أن نخاف منه على المنتخب السعودي قبل أو عند مشاركته في نهائيات كأس العالم 2018 ؟.

 

أمور كثيره مثل مدى و حجم استجابة اللاعب، فهم المسؤول الأكيد لاحتياجات المرحلة، التعامل مع المهمة بعيدا عن التأثيرات الخارجية خاصة تلك التي مصدرها الإعلام والجمهور.

 

لاعب كرة القدم كما يقول الروائي ادواردو جاليانو يشيخ وهو في الثلاثين من عمره لأن العضلات تتعب باكرا وعندها تسمع من يشير إليه قائلا: هذا لإيمكنه أن يسجل هدفا حتى في ملعب يميل نزولا ..

 

هذا لن يسجل حتى لوقيدوا له يدي حارس المرمى وقد يشيخ قبل الثلاثين إذا ما أفقدته ضربة كرة صوابه، أو مزق سوء الحظ إحدى عضلاته ، والمهم أنه سيكتشف أنه قد قامر بحياته وأن المال قد تبخر معه والشهرة أيضا، لكن كثيرون عندنا لايريدون أن يفهموا ايقصده جاليانو !.

 

لايستطيع اللاعب التعبير عن نفسه ليس عجزا في اللغه أو الإنشاء  ولكن لاختلاف الفهم، اللاعب يثق أنه يستطيع جر مناوئيه للاستسلام و يفرض على حاسديه الصمت عن الكلام هو يعرف ذلك جيدا وجربه حين  تألق وانتصر فأطلق هؤلاء من عِقالهم كالمجانين يتمسحون به ويأكلون في لحم خصومهم تلذذا وشماتة  لكنه يعلم أنه ليس كل مرة سيفعل ذلك كما أنه لا يجد في طبيعة هذه العلاقه أي عدل فهو سيصل يوما إلى الثلاثين ولايريد أن يسمع مثل هذا الهراء.

 

إذا هو وكما وصفه جاليانو يركض لاهثا على شفير الهاوية إلى جانب تنتظره سماوات المجد وإلى الجانب الآخر هوة الدمار ومن ذلك أنت أمام مخلوق مختلف جدا يقع بين نقيضين لا يمكنك دفعه إلى أحدهما بالقوة مالم تفهمه من داخله وقبل ذلك تؤمن بأنه لايؤدي عملا وظيفيا  وأن حالة التجلي، وهي أقصى مرحلة يمكن أن يبهرك فيها ولادتها ذاتيه لايمكن تصنيعها ولكن يمكن استجلابها، فقط هذا الدور الذي يمكن أن تلعبه الأجهزه الفنيه والإدارية  والإعلام والجمهور في حياة اللاعب إن استطاعت .

 

لاعبو المنتخب السعودي الأبطال الذين تأهلوا للمونديال بعد أن قطع  حبل الوصال مع المونديال  لدورتين ماضيتين هم من جيل الاحتراف الملاييني،  كان هذا قدرهم ولأنه كذلك فقد أصبح عبئا نفسيا وذهنيا عليهم لأن المطالبات بتحقيق هذا المنجز كان يغمز في قناة مايتقاضونه من مال أكثر منه استنهاضا للقدرات، كان اللاعب على شفير المجد والهاويه وللأسف إن الطرف الآخر "الإعلام والجماهير" عبارة عن مجموعه من الهواة الذين كانوا يتسلون أو يسترزقون على حسابه .

 

لذا إن أشد مايقلقناعلى المنتخب هو أن يستجمع  هؤلاء المشار إليهم قوتهم من جديد ويبدأوا في قصف اللاعبين والتشكيك في أحقيتهم بتمثيل المنتخب الذي نجحوا في أن يبلغوا به المونديال أو ألا يستطيع اللاعب الاستجابة لما هو مطلوب منه إذا ماكان ذلك أكثر من مايمكنه فعله أو لم يتم تحضيره له بالشكل الصحيح إلا أنه لامحالة وفي كل الأحوال  سيكون كبش الفداء!