|


إبراهيم بكري
كيف نحمي المنتخب من الفساد؟!
2017-10-17

 

 

 

الفساد مفهوم مطاطي يختلف تعريفه من شخص لآخر، والأصل في الفساد ألا يكون شخص واحد، بل هو مجموعة أشخاص حققوا مصالح شخصية على حساب الإضرار بالمصلحة العامة.

 

ما بين الفساد والأخطاء الإدارية منطقة رمادية، يتباين فيها كل مسؤول في إطلاق الحكم على المتهم، بأنه ارتكب جرم الفساد أو خطأً إداريًّا.

 

المشكلة الحقيقية في قضايا الفساد، أنه عند اكتشافها والتحقيق فيها تفرز غاز ثاني أكسيد الكربون؛ لتعكر صفو المنظمة التي تعيش فيها. 

 

النفس البشرية بفطرتها السليمة تكره الفساد، وعندما تعلم به تغضب وتصبح حالتها النفسية سيئة؛ لأنها تشاهد أمام عينيها تلطخ النزاهة وتهان الأمانة من أشخاص خانوا المسؤولية.

 

الفساد مركب معقد لا يختلف عن "الزئبق"، تراه ومن الصعب أن تمسكه، لا يوجد "فاسد" غبي، بل هم من يستثمرون الذكاء في خرق القانون والتلاعب باللوائح والأنظمة بطريقة لا تخطر في بال أحد.

 

تحتاج إلى جهد بدني كبير وتخسر الكثير من طاقتك وأنت تفتش عن رائحة "الفساد"، تخسر الكثير من وقتك وأنت تعود إلى الماضي تبحث في الأرشيف عن مستندات وأوراق تكشف مصدره، لن تستطيع في يوم واحد أو يومين أن تكتشف قضية فساد تحتاج إلى أيام معدودات وقد تمتد إلى أشهر.

 

الإدارة الناجحة هي التي ترتب أولويات قراراتها، بشكل يضمن لها تحقيق أهدافها حسب الأولوية، والوسط الرياضي قد يفرح بنجاح الاتحاد السعودي في كشف قضية فساد، لكن يبقى أن يؤمن بأن مسؤولية الاتحاد الأولى في الوقت الراهن هو ضمان نجاح مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم 2018م.

 

أشعر بأن تفتيش الاتحاد السعودي لكرة القدم في الملفات القديمة أمر مرهق، سوف يسرق من أوقات تركيزهم على متابعة استعدادات المنتخب وبرنامجه، في ظل الانشغال بمطاردة رائحة الفساد التي تحتاج إلى تفرغ ذهني وجسدي.

 

المعسكر الأول للمنتخب السعودي انتهى الأسبوع الماضي بتحقيق إيجابيات وسلبيات، هل سمعت أحدًا يناقش أوضاع المنتخب، الكل في الوسط الرياضي مشغول بالفساد على حساب المنتخب؟!.

 

أضع يدي في يد الاتحاد السعودي لكرة القدم في هذه المعركة ضد الفساد، وسأكون معهم في محاربة كل فاسد؛ فهذا واجب وطني لمصلحة مستقبل رياضتنا، سنركض معًا لمطاردة كل فاسد سنركض.. سنركض حتى نصل إلى مصدر رائحة الفساد للقضاء عليه بالقانون ومحاكمته شرعيًّا، لكن علينا أن نختار الوقت المناسب لهذه المعركة.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

باقٍ على مشاركة المنتخب في كأس العالم 8 أشهر، وكل قضية فساد تكتشف سوف ترتبط بنادٍ معين، قد يتأثر لاعب المنتخب من هذا الفريق نفسيًّا، وهو يشاهد ناديه ومسؤولين فيه متهمين بقضايا فساد.

 

ماذا لو اكتشفنا وجود فساد في المنتخب في الفترة الماضية؟!.

 

كيف سيوثر ذلك  سلبيًّا في اللاعبين، وهم يكتشفون أن "الفساد" كان يطوف بينهم؟!.

 

كلنا شاهدنا كيف انفجر بركان في الوسط الرياضي عندما أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم قضايا الفساد، ولأي بركان "حمم اللافا" ستحرق الأخضر واليابس في طريقها.

 

الفساد لا يسقط بالتقادم، علينا أن نركز على المنتخب أولاً، وسيأتي وقت مناسب لكشف قضايا الفساد، لا نريد الملفات القديمة تشغلنا عن المستقبل المشرق لمنتخبنا السعودي في كأس العالم في روسيا 2018م.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

كيف نحمي المنتخب من الفساد؟!.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..