|


د.تركي العواد
ميسي في الهلال
2017-10-19

 

 

عاد الهلال إلى النهائي بعد غياب ثلاثة أعوام.. اعتقدنا أنه فقد الأمل بعد خسارة ناشيمورا، أو بحث عن حلم جديد.. ولكنه لم ييأس.. وهذا حال الكبار.. الهلال متكامل هذه المرة.. مستعد.. يمتلك كل عناصر الانتصار.. ورغم كل هذا قد يخسر الكأس.. فكرة القدم قاسية القلب.. وعاشقة للعناد، ويمكن أن ترينا وجهها القبيح.

 

لا أخاف على الهلال إلا من الضغوط، فالجماهير المتعطشة للبطولة لا تقوى على الانتظار.. وتريد الرد على "العالمية صعبة قوية".. تريد إسكات كل الأصوات.. تريد الاحتفال قبل الأوان.. أتمنى من جمهور الهلال هذه المرة الهدوء، وعدم الضغط على اللاعبين ومطالبتهم بالكأس بشكل مبالغ فيه.. احضروا وساندوا الفريق في المباراة وكفى.. لا تحملوا اللاعبين غياب الهلال الطويل عن هذه البطولة.. ليس ذنب هذا الجيل أن الهلال غاب سبعة عشر عامًا عن آسيا.

 

لكل من يقابل اللاعبين في الشارع، أو يجلس معهم في استراحة.. توقفوا عن إظهار المباراة وكأنها حياة أو موت.. توقفوا عن ترديد أن الهلال إذا لم يحققها هذا المرة، فلن يحققها أبدًا.. أظهروا للاعبين سعادتكم بما قدموه حتى الآن.. وبينوا سعادتكم بوصولهم إلى النهائي للمرة الثانية في ثلاثة أعوام.. هذا المرة وصلوا دون خسارة.. وصلوا بكرة جماعية وتنظيم ومتعة.

 

يمتلك الهلال المقومات التي تؤهله لهزيمة الفريق الياباني.. ولكنها تقلبات المباراة النهائية التي يقف أمامها أعظم نجوم العالم في انكسار، فلا أحد يستطيع التحكم في المباراة النهائية، فالمعجزة "ميسي" عجز عن ترويض النهائيات وخسر ثلاث كؤوس مع المنتخب الأرجنتيني خلال عامين.. لم يتحمل الضغوط، فقرر الاعتزال وصبغ شعره بلون الذهب.

 

لا تجعلوا حماسكم واندفاعكم ينسيكم أنكم تتعاملون مع بشر تؤثر فيهم الضغوط، وتفقدهم قدرتهم على إتمام المهمة.. أوقفوا الكلام عن كأس العالم للأندية ومقابلة الريال.. أقول لجمهور الهلال "هدوء من فضلكم هدوووووء".