|


فهد عافت
أدنى الفنّ وأقصى الصحافة!
2017-10-19

 

 

 

لا يمكن لمن يستفزّك، ولا حتّى لمن تشعر شعوراً خفيفاً بأنه يريد أن يستفزّك، أن يكون طرفاً في حوار إيجابي، توقّف عن رفقة مثل هذه النّوعيّة من الناس، لكن بعد أن تحصل على إجابة شافية لنفسك من نفسك: ما الذي كان يريده هذا الإنسان بالضبط، استفزاز مشاعري أم تفكيري؟!، إنْ كانت الأولى فهي القاتلة، وهي ما أتحدّث عنه ناصحاً بالتوقّف، أمّا الثانية، أمّا استفزاز التفكير، فهنيئاً لمن لقي صاحباً أو كتاباً، أو منظراً طبيعياً، أو عملاً فنيّاً، يُبحِر به في هذا الاتّجاه!.

 

ـ الأرض: ولو أنها لم تكن كرويّة فإنها كذلك، ها هو "عاقلها" الوحيد، يتدرّب استعداداً للحرب، ويُحارِب رغبةً في السّلام، ويريد السّلام ليتمكّن من إيجاد مساحات آمِنَة، وأوقات كافية، لممارسة الرياضة والتّدريب، ويتدرّب ليُحارِب!.

 

ـ أدنى ما يُحاوِله الفن، هو أن يجعل من المَشْهُود حاسماً، وأقصى ما تستطيعه الصحافة هو أن تجعل من الحاسِمِ مَشْهُوداً!.

 

ـ إنه يَتَفَادَى إذْ يَكْتُب،.. حَسْبه أن يكون صحفيّاً، وأنْ يَظَلّ،.. أنْ يترقّى لا أنْ يرتقي!.

 

ـ كلّ التَّخَفِيّات هزائمٌ، ما لَم تكن في عملٍ فنّي!.

 

ـ يُمكن للجَدل أن يطول حول ما إذا كان الإنسان قد اكتشف الفنون صُدفة أم لا؟!، وحول ما إذا كان قد آمَنَ بها مُتْعَةً أم لا؟!، غير أنني على شبه يقين، لا يسمح بطول جدال، في أنّ الإنسانيّة تَمَسَّكَتْ بالفنون لأنها غير قادرة على تَرْك التّخَفّي، أو الإفلات منه!.

 

ـ العُلُوُّ مَكانُ العاشِقِ،أَلَا تَرَى أنّهُ يُصِيبهُ الدّوَارُ، فيفقدُ التّوازن، أيْنَما نَظَرَ؟!.

 

ـ "لتكن دائماً على حَذَر"!.

 

من بين كلّ السُّمُومِ، وآلات القتل، فإنه وحتى يومنا هذا على الأقل، لا يبدو أنّ شيئاً أكثر من هذه النصيحة، أنجع في خنق الموهبة، وأنفع في ذبح الإبداع!.

 

ـ من قصيدة قديمة:

 

"وأذكر أنّي..

جيت أغيّر وِجْهَة الأرض..

بشظايا لهجةٍ رَثَّهْ!.

ما دريت أن الكتابهْ..

ثَعْلبٍ ينهش لحم جثَّهْ!

وموتٍ وسْط مُوتْ.

والورق تابوتْ!".