|


بدر السعيد
محاضرة أوراوا
2017-11-26

 

 

 

 

 

انتهت قبل ساعات آخر تسعين دقيقة في فصل الآسيوية.. محاضرة كانت هي الأخرى تقترب من صعوبة سابقاتها من المحاضرات لكنها لم تكن أقسى من محاضرة سيدني أو أسخف من محاضرة ذوب آهن.

 

محاضرة أوراوا يا كرام.. جاءت امتداداً لتحضيرات واستعدادات عملاق آسيا الأول في طريقه نحو الوصول إلى مبتغاه.. والعودة إلى معانقة ذهب آسيا.. وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بإرادة الله أولاً ثم جدية "الهلال" في استيعاب كل ما شهده من محاضرات وأتقن ما فيها من دروس وعبر.

 

سايتاما لم تكن أولى محطات العمل ولن تكون آخرها بمشيئة الله.. سايتاما كانت مسرحاً لإحدى محاولات زعيم القارة في حفر الرقم "٧" في سجلاته.. محاولة انضمت إلى ذلك الإرث الكبير من التجارب والمخزون من الممارسات الجريئة لمجموعة عشقت الريادة وبات خيار التوقف خارج حساباتها.

   

أصعب ما يواجه الهلال هو ذلك النهم الذي يعيشه مشجعوه.. فهم لا يشبعون.. ولا يتوقفون عن المطالبة بالمزيد.. وهنا مكمن التحدي وأحد أسرار زعامته..

 

فالعميل الذي يتوقع المزيد هو أصعب تحدٍ قد يواجهه الصانع والبائع والمسوق.. وليس أصعب منه سوى ذلك الزبون الذي يرهق مقدمي خدمات العملاء بعلو طموحاته وصعوبة إرضائه.

 

ولأنه الهلال.. فإن قدره أن يكون عشاقه من ذوي الهامات والطموح المرتفع بعد أن أزاحوا الأسقف فلم يعد لطموحاتهم سقف إلا السماء حيث يسكن هلالهم ويستقر.. وذلك هو أصعب ما قد يواجهه صنّاع القرار في "الهلال".

            

أما على الصعيد الفني فكنت وما زلت أحمّل دياز مسؤولية الخروج الآسيوي الأخير.. فعلى الرغم من كل الدعم والثقة اللذين حظي بهما من إدارة نواف بن سعد وجميع شرائح الهلاليين إلا أنه ظهر مكابراً جداً وهو يستمر في فرض "ماتياس" على تشكيلة الفريق طوال الموسم على الرغم من إجماع كل المتابعين على فشله إلا أن دياز كان مصراً على منحه الكثير من الفرص.. ولم يكتف دياز بذلك بل كان عنيداً وهو يقابل عتب جمهور الهلال بالاستنكار ثم الخروج من المؤتمر الصحفي نتيجة المطالبات الزرقاء بابتعاد ذلك العنصر الفقير فنياً.

 

بل المتابع البسيط لآخر خمسة لقاءات "محلية" للهلال يجد أنه كانت تقدم نفس الصورة "الركيكة" لذلك الفريق القادر على السيطرة والعاجز عن التسجيل والحسم..!

 

حدث هذا الأمر أمام أحد والقادسية والباطن والنصر عندما فاز فيها بفارق هدف ونجا من تعادلات كانت وشيكة مثل تلك التي حصلت أمام الشباب.

 

وبعد كل ما حصل.. تقاجأ المتابع بمشاركة مختار فلاتة في ذهاب نهائي القارة في أول مشاركة رسمية له مع الفريق!

 

ترى كيف كان يفكر "دياز"..؟ وما الذي كان ينتظره من لاعب يشارك للمرة الأولى رسمياً مع فريقه؟!

 

لا أعتقد أن المدربين المبتدئين قد يقعون في مثل هذا الخطأ!

 

ولأن الهلال مع "دياز" بات كتاباً مفتوحاً أمام أوراوا فقد عمد الياباني إلى وضع الهلال في الصورة النمطية ذاتها للقاءات المحلية الخمسة المشار إليها فمنحه الملعب وأخذ منه النتيجة!

 

وللمندفعين دفاعاً عن دياز.. أقول "دياز" ليس فوق النقد.. وليس خالياً من العيوب والهفوات والأخطاء.. مجاملتكم له ستوسع دائرة الإخفاق والتراجع.. ومكاشفتكم له ستعجل من معالجة كثير من أخطائه وسلوكياته وفي مقدمتها "التعالي" و"العناد"!                    

انتهت قصة نسخة آسيوية ولم ينته معها طموح الزعيم ولا رغبة عشاقه.. فالطموح لم ولن يتغير.. والرغبة باتت أكثر إلحاحاً من ذي قبل.

 

إياكم أن تعتقدوا أو تتوقعوا أن طموح الهلاليين سيتوقف.. ليس بعد.. فمن وصل إلى نهائيين ونصف نهائي في أربع سنوات في آخر أربع نسخ لن يعجز بعد مشيئة الله على خطف ذلك اللقب في نسخة قريبة وقريبة جداً بحول الله.. فكل ما في الأمر هو أن السابعة تأخرت ليست إلا..!

 

يا "هلال".. اجتزت للتو تجربة مريرة مليئة بالدروس والعبر.. تجربة قاسية في شكلها.. ثرية في مضمونها.. اجعل منها لقاحاً للقادم من مجدك الآسيوي.. انهض كما فعلت من قبل.. انفض غبار سايتاما.. تخلص من وعثاء سفرك سريعاً فالمجد اعتاد منك جديتك.. والمنصات لن ترضى بغير وقع أقدامك.

 

أما عن عشاق الهلال أو "هوامير الصحراء" فلا أعتقد أن آلاف المقالات ومئات المقاطع وعشرات التغريدات ستكون بمثابة العلاج لما هم فيه من نهم وشوق لبطولة القارة.. فهم كما يعرف الجميع لا يرضيهم ولا يروي ظمأهم سوى الذهب والعودة مجدداً لاقتناصه.

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.