|


سامي القرشي
ديوان "صمت العنابر"
2017-11-27

 

 

 

 

صحوت بالأمس على غضب بعض الجماهير الأهلاوية تجاه أحد الإعلاميين، ولم أكن أعلم ما قاله تحديدا، كي أصنف رد الفعل هل هو منطقي أم أنها مجرد عاطفة جماهيرية لا أقل ولا أكثر.

 

"بحثت" عن ذلك الإعلامي، وللحق لم أكن أعرفه من قبل، بل وسمعت ما قال، فلم أجده مجرد إعلامي بل هو أكبر من هذا وبكثير، لأنه تحدث في الرياضة وفي علم النفس والفتوى أيضا.

 

يصف الزميل الجارالله في حال قبوله لزمالتي بالطبع "تواضعا"، يصف "جماهير" الأهلي وإعلامه بالمرضى النفسيين، قبل أن يختم بقوله لهم "يخسون".

 

رأي رزين للناقد العلامة الطبيب لا أرى المبرر لرفضه، ومنبر ثقافي مميز لا ينقصه إلا ساعتين ليتم "النِصاب" بكسر النون لا فتحها "يوما" من الطرح الثقافي الرفيع الذي يثري ذائقة المشاهد.

 

سبق وذكرت أني لم أكن أعرف الزميل، لولا أنني بدأت فورا تدارك جهلي بالبحث عما فاتني، ولكن بكل أسف لم أجد له إلا حوارا واحدا مع الأمير "فيصل بن تركي" سأضعه بين أيديكم لتنهلوا.

 

بدأ الزميل حديثه باقتراح لجنة لتأديب الحكام، وعرج على الاحتقان مؤكدا أن تصريحات "البعض" ما هي إلا فرقعات إعلامية، وهو ما كان يعني به الأمير فيصل بن تركي وطلال الرشيد "حينها".

 

تداخل الأمير وتأكدت حينها أنه إعلامي "مرموق" وإلا لما حظي بهذا الشرف، حتى فاجأني الأمير بالقول "من هذا إللي بجنبك وأول مرة أسمع فيه، وياليت تجيبون ناس تعرف تحكي"، انتهى. 

 

لم يرد الزميل إلا بالتأكيد على قتل التعصب، موقف زادني به إعجابا وإن اتهم بالارتباك لقوله مساء الخير فجرا، ناهيك عن اقتراح غريب على الرشيد أن"يسوق" طائرة والحديث "رياضي". 

 

مع أن نُصحه بالبعد عن "الفرقعات" منطقي، ولا يمكن لأحد أن يمسك عليه كيف ينصح الآخرين عنها، وهو الذي سمع الأهلاويون فرقعته، فطهارة الرجل تخوله الفرقعة بعيدا عن الحدث.

 

وللحق لم يعجبني تعليق الأمير فيصل ردا على اقتراح الزميل لجنة تأديب للحكام بأخرى لتأديب الصحفيين، كون "الإسقاط" واضحاً، والزميل مثل للقيم والمباديء ومشعل للخطب.

 

ناهيكم عن قوله للزميل بأن أمثالك من يزرع الاحتقان، وهو يعلم جيدا أن في هذا اتهام باطل وصريح لإعلام "ناد"، هو الأنموذج الذي أخذ على عاتقه إصلاح إعلام أنديه أخرى.

 

استمعت لما صرح به الزميل وهو محق وعلى الآخرين تعديل سلوكهم، أو المسارعة للالتحاق بمعسكر الحق واعتبار كلامه نوعاً من المناصحة، للحصول على مفتاح الطريق السليم دون تعويم.

 

غريب أمر بعض الجماهير، المطالبة بمقاضاة الزميل الفاضل، وهو رد للإحسان بالإساءة، لولا أنه قدر أهل العلم من أمثال صاحب المؤلف الشهير "كل واحد في محله أنا بتاع كله". 

 

ولنفرض جدلا أن هناك تجاوزات إعلامية بحق الأهلي، فمن المنطق أن تفهم جماهيره أنها تجاوزات مطلوبة وبرغبة القائمين على تلك البرامج "أنا لا أعلم وأنت أشتم ثم سأمثل الغضب!".

 

وإذا كان هناك من احتجاج، فيجب أن يوجه لمقدمي تلك البرامج، فهم يرون أن كسب "رضا" بعض الأندية يأتي من خلال وضع الأهلي كوجبة "تندر" لجماهيرها وبهذا فقط يثبتون ولاءهم.

 

تكتيك قديم، رتب بموجبه"مقدم" البرنامج مع ضيف هذا المقال، وهو ذات النهج الذي أساء بموجبه الشاعر الخرف "شعبولا" في ديوانه "صمت العنابر" في مكان آخر والمقدم يتفاجأ ويتظاهر.

 

هو قدر المشجع "روس نامت وعصاعص قامت" وزمن يجب أن يُنصت فيه لإعلامي جاهل، وآخر أفنى حياته بين تقبيل رأس و"تهميز" مفاصل، ولا يعلم الناس أنه يسير بينهم بشهادة عاقل.

 

ثم يسأل المشجع الأهلاوي البسيط: لماذا لا تنافحون؟ والحقيقه إن الغالبية لا يعلمون، هناك برامج لـ"مثل" هذا نحن عنها مبعدون، لن نشحذ الظهور، وعليكم أن تعتادوا على هذا أجر وطهور. 

 

فواتير

 

ـ لا صحة لما يشاع أن كل البشر يتنفسون الأوكسجين، فجمهور الأهلي يتنفس "الأهلوجين"، ويختنق عندما يمنع عنه.

 

ـ "نخوا وإلا ما نخوا" امتداد لـ"باس وإلا ما باس" هي من البحر الخفيف عند شعراء النبط، هنا صح لسانك.

 

ـ الهلال وآسيا، في الملعب مجرد تبديل "خروج سيدني ودخول أوراوا"، وفي مواقع التواصل الاجتماعي مجرد "ريتويت".

 

ـ إلى من يهمه الأمر، "نيكاراجوا" لونه أزرق، ولم يتأهل إلى كأس العالم، اختاروا فريقاً ثانياً، لا تحرجوا أنفسكم، الطقطقة فن.