ليس جديداً وليس غريباً أن يخرج فريق نادي الهلال من بطولة دوري آسيا خالي الوفاض "بخفي حنين"، فقد أصبحت هذه عادة "متكررة"، ولا أستبعد من خلال "13” مشاركة "شارك" فيها أنه سيدخل "التاريخ" عبر موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وربما هذا "الإنجاز" الحقيقي الذي يسعى إلى بلوغه "الزعيم"، ليطلق عليه لقب "زعيم المشاركات الفاشلة"، أقول ربما - فإن كان هذا جل طموحهم وطموح من "يتفاخر" معهم متباهيًا بعدد مشاركاتهم، فمن حقنا عليهم جميعاً أن نبارك لهم هذا الإنجاز، وهذا اللقب الجديد، ونضيف إلى هذه التهنئة الصادقة "هنيئا مريئاً" لكم، وبالعافية عليكم مزيد من الألقاب.
ـ نعم، ليس جديداً ما حدث للأزرق يوم السبت الماضي، فهو من خلال "لغة الأرقام" المثبتة يذكّرنا مع كل مشاركة "محبطة" بمقولة الفنان القدير عادل إمام "متعودة دائماً"، إنما الجديد هذه المرة هو ما سبق أن كتبته هنا قبل مواجهة "الذهاب" في نهائي آسيا، حينما كتبت مقالاً عنوانه العريض "الهلال ولبن العصفور"، فما قُدم له من "دعم" معنوي ونفسي ومادي من قبل رئيس الهيئة العامة للرياضة بتخصيص مكافأة قدرها 200000 ريال لكل لاعب هلالي بمناسبة التأهل إلى النهائي، ووعد بتقديم "نص" مليون ريال في حالة تحقيق لقب البطولة، ناهيكم عن "تسهيلات" تخص مباريات أُجِّلت للفريق في بطولة الدوري، ولاعبين تم التماس العذر لهم لعدم التحاقهم بمعسكر المنتخب تحت أي "مبرر"، مع تهيئة الأجواء الإعلامية والجماهيرية المساندة للأزرق.
ـ لم يقتصر هذا الاهتمام "غير المسبوق" من قبل رئيس هيئة الرياضة على ذلك فحسب، إنما حرص على الحضور بنفسه للنهائي في كلتا المباراتين المقامتين في الرياض وطوكيو، كما أسهم أيضا في توجيه حملة إعلامية "شرسة" ضد "أقزام آسيا"، قام بها شخصياً تحسباً وخوفاً من تحكيم "ظالم" يعرقل الهلال عن خطوتين ولقب قاري هو جدير بتحقيقه وفقاً لكل المقومات المتوافرة له، فنجح تركي آل الشيخ وبدرجة "امتياز" في حملته الإعلامية، ونال مبتغاه بحضور رئيس الاتحاد الآسيوى للرياض، وعقد اجتماعا أثمر - كما ما شاهدناه - تعيين "5” حكام لقيادة كل مباراة، وهي الحالة الأولى "غير المسبوقة"، التي يقوم بها الاتحاد الآسيوي كـ"تطبيق" لمسنا حجم "الرضى" التام عن "قضاة الملاعب"، فلم نلاحظ في المواجهتين أي "تلاعب" مثلما حدث في سيدني ومشاركات سابقة للأندية السعودية ومنتخبنا الوطني.
ـ كل هذه الأجواء المعنوية والنفسية والمادية يمكن تشبيهها بـ"لبن العصفور"، الذي من الصعب والمستحيل توفيره، قد تهيأت وتوافرت للهلال، إلا أنها ذهبت أدراج الرياح لعدم الاستفادة منها كما هو مأمول، وخطفها فريق "أوراوا الياباني" بسبب أخطاء فنية تخص مدرب الهلال "دياز" واللاعبين، وجزء مهم لا يمكن إغفاله يخص الإدارة، مع كل الاحترام والتقدير لكل الجهود التي بذلتها، فالجانب المتعلق بالمدرب فقد أخطأ كثيراً في حرمان الحبسي من الانضمام إلى هذه البطولة، فخبرته كان يحتاج الفريق إليها في توجيه اللاعبين وتنظيم خط الدفاع، مع أننا لا نبخس حق المعيوف في التألق، ولم يوفق دياز في اختيار اللاعب "ميتاس"، والغريب أنه شارك به قبل النهائي محلياً وقارياً، مفضلا الاستعانة بمختار وياسر في أوقات "خاطئة"، إلى جانب تغييراته التي لم يوفق فيها، ناهيكم عن أنه لم يكن قارئا جيداً للفريق الياباني مثل مدربه "الذكي"، الذي كان "دارساً" للهلال من جميع النواحي النفسية والفنية، والذي ركز على أفضل لاعبين في الهلال، فحد من خطورتهم بإصابات منعت إدواردو من إكمال مباراة الذهاب، وحرمانه من المشاركة في مباراة الإياب، أما "خربين" فنال منه في مباراة الذهاب بالطريقة نفسها ليخرج مصاباً.
ـ أما من ناحية اللاعبين فلا أنكر أنهم لعبوا بحماس وروح قتالية، إلا أن عطاءهم كان بلا "فاعلية"، إلى جانب الطرد الذي تسبب فيه سالم الدوسري لنفسه وللفريق، والذي لم يكن له أي مبرر، وزاد الطين بلة "توتر" ياسر القحطاني، ما أدى إلى ارتباك وتوتر بقية زملائه، أما الشق الذي يخص الإدارة فعلى الرغم من كل الإمكانات المادية المتوافرة لديها، إلا أنها لم تحسن استثمارها في لاعبين أجانب، وبالذات في خط الهجوم، وهي تعلم أن هناك مشاركات قوية ومهمة تنتظر الهلال في بطولة باتت "كابوسا" مزعجا جداً للهلاليين يجب وضع نهاية له، إضافة إلى إصرارها على إبقاء "ياسر والشلهوب" دون منح فرصة للشباب، خاصة أن الهلال حقق هذا الموسم بطولتي "الشباب والأولمبي"، ما يعني تجاهل الإدارة لهذه الطاقات الشابة.
ـ خلاصة القول، لا أعلم بعد كل هذه الأجواء التي توافرت للهلال، ماذا يريدون أكثر، لا أظن أنهم سيطالبون بـ"التوسط" عند الفريق المنافس للسماح لهم بتحقيق البطولة "تقديراً لعدد مشاركاتهم الكثيرة أو وضع نظام من "الفيفا"، أي فريق يشارك أكثر من "13" توهب له بطولة، ربما هذا الحل المناسب ليكتمل "الدلال" على أصوله.