|


فهد علي
أدب أبو ريالين
2017-11-30

 

‏‏بين كتب الشباب والشابات الأدبية، وبين محلات الأواني "أبو ريالين" المنتشرة في كل أحياء مدن السعودية، تشابه لا ينتهي عند التوافق على قلّة جودة الأواني وتلك الكتب، بل تمتد رقعة التشابه أيضاً في الضجيج الفارغ الذي يحدثه الصحن والكتاب. 

 

قيمة الأدب تكمن باعتباره حاجة يغترف منها المتلهفون للمعرفة، ونأمل من خلاله بمحاولة ساعية لفهم أسرار وجودنا الإنساني وتفسير المبهم وكشف الحُجب عبر الكلمات، إنه ما عاد مؤخراً غير أداة للكاتب المحلي من أجل كسب حظوة اجتماعية ونيل مجد ذاتي، وتلك الأماني الأنانية حق شرعي وأخلاقي، إضافةً إلى أن معظمهم - من نطلق عليهم مجازاً كُتّاباً - حققوا جمهوراً من قرّاء انشدّوا إلى شخصياتهم الاجتماعية أو لأسلوبهم الكتابي الغارق بمصطلحات وتشابيه حسّية بسيطة سحرت ذهنية الإنسان العامي. 

 

فالفن عموماً عبارة عن إلحاح إلى الارتقاء بالجنس البشري، وهذا الإلحاح غدا رخواً جرّاءهم، فحينما تطلّ في وسائل التواصل مثلاً تجد صفحة كتاب شبه فارغة تماماً تتوسدها جمل مُركبة مثل: "زحمة مشاعر"، "اكتظاظ الحنين"، ذلك يروي ظمأ ولع المراهقين ويحقق لهم دهشة تناسب مرحلتهم العمرية، أمّا اتّساع ظاهرة الكتب الرخيصة في المشهد العام بلاد حقق ثلاثة من روائييّها جائزة البوكر للرواية العربية من أصل عشر دورات، يصيبنا ويصيب مكتباتنا بحرج، على ما يبدو إن "أدب أبو ريالين" سقط كثمرة فاسدة بالأيدي، وتم أيضاً الترويج له بفتح "دور نشر" خاصة به، وكامل الحق للجميع أن يكتب ما يشاء ويقرأ ما يودّه، لكن آمل أن لا نتذوقه لئلا نتسمم نحن أو أبناؤنا ذوقياً، مؤملاً على إنجلاء موجة ممارسة الكتابة من أجل رغبات عديدة ليس من بينها الرغبة من أجل الكتابة ذاتها.