|


مساعد العبدلي
مجرد قرعة
2017-12-03

 

 

جرت مساء الجمعة مراسم (قرعة) نهائيات كأس العالم (روسيا 2018) التي ستجري منافساتها الصيف المقبل.

 

ـ حرصت على (تقويس) كلمة قرعة لأنني أرغب في التشديد على أن هذه الكلمة هي محور الحدث الذي جرى يوم الجمعة.

 

ـ كلمة (قرعة) تعني أنك لا تملك شيئاً تفعله تجاه الأمر موضوع الحدث بقدر ما عليك أن تتقبله ومن ثم تتعامل معه (كواقع) متى أردت أن تحقق النجاح.

 

ـ بمعنى أن عليك أن تنتظر نتيجة القرعة وبعد ذلك ترسم (بقية) برنامجك الإعدادي للنهائيات (على اعتبار أنك قمت بمراحل إعداد سابقة).

 

ـ المرحلة الإعدادية الأخيرة (وهي الأهم) يتم بناؤها ووضعها وتنفيذها على ضوء نتيجة القرعة.

 

ـ من خلال القرعة تتحدد المنتخبات التي ستواجهها (في الدور التمهيدي) بل أبعد من ذلك يتحدد مشوارك في الأدوار الإقصائية وربما أن هذا أمر (بشكل أكبر) يهم المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب أكثر من المنتخبات التي (عادة) تكتفي بالمشاركة والظهور في النهائيات.

 

ـ المنتخبات المرشحة للفوز باللقب تبني (من خلال القرعة) برنامج إعدادها قبل النهائيات وفي الوقت نفسه كيف سيكون التعامل وتوزيع الجهود خلال النهائيات.

 

ـ بمعنى أن هذه المنتخبات المرشحة للظفر بكأس العالم قد تلجأ (من خلال القرعة) إلى إراحة بعض أبرز نجومها في الأدوار التمهيدية للاستفادة منهم في الأدوار الإقصائية.. وربما تضطر هذه المنتخبات إلى إشراك نجومها في (كل) أو (بعض) مباريات الأدوار التمهيدية.

 

ـ هذا كله يتحدد حسب نتائج القرعة.

 

ـ أما بالنسبة إلى المنتخبات (محدودة القدرات الفنية في مثل هذه المحافل) فتنظر إلى القرعة من منظار الإعداد الأمثل للظهور المتميز وبذل كل الجهد (على الأقل) لتخطي الأدوار التمهيدية.

 

ـ المنطق والواقع (وإن كانت كرة القدم لا تعترف ذلك) يقولان إن المنتخبات العربية الأربعة ستكون مقنعة وتحظى بالإشادة متى تجاوزت (أو بعض منها) الدور التمهيدي.

 

ـ الطموحات وفوارق القدرات البدنية والفنية وحجم الاحتكاك كلها عوامل تجعلنا نقول إن الفوارق (كبيرة) بين من يبحثون عن اللقب وعن المنتخبات التي تعتبر كل مرحلة تصل إليها في النهائيات بمثابة إنجاز.

 

ـ لن أقول إن القرعة كانت سهلة في مجموعة ونارية في أخرى لأنني أؤمن بأمرين.. أولهما (كما قلت) إنها قرعة.. وثانيهما أن من يأتي لنهائيات كأس العالم عليه أن يكون مستعداً بشكل جيد وقادراً على مواجهة أي من المنتخبات الـ 31 الأخرى وصولاً للمباراة النهائية والظفر بالكأس.

 

ـ أيضاً لا نعلم ماذا سيحدث (لكل) المنتخبات من هنا حتى بداية النهائيات وهنا أتحدث عن إمكانية مشاركة (كل) النجوم ومدى جاهزيتهم البدنية والفنية مروراً بكيف كان الإعداد قبل النهائيات وصولاً (وأخيراً) للمستوى الذي يظهرون به في النهائيات.

 

ـ كل هذه العوامل هي(فقط) التي تحدد من سيفوز بكأس العالم، أما بالنسبة إلى القرعة فهي في النهاية إجراء لابد منه في كل تجمع مثل هذه التظاهرة العالمية لكنها (أي القرعة) تعطي (مؤشرات) لكنها (لا تحدد) النتائج.

 

ـ كل التوفيق للمنتخب الأخضر السعودي (أولاً) ومن ثم بقية المنتخبات العربية وأخيراً كل الأماني بأن نشهد نهائيات كأس عالم تليق بأهمية وشعبية هذه اللعبة التي سيطرت تماماً على كل شعوب الأرض حتى بات القادة السياسيون أول من يحضر فعالياتها بدءاً من (القرعة) انتهاءً (بتسليم) الكأس للمنتخب الفائز.

 

ـ ما تحقق لنا في القرعة هو أننا سنلعب المباراة الافتتاحية وهو أمر يتمناه الكثير من المنتخبات العالمية كون كل أنظار العالم تترقب هذه المباراة وهذا في حد ذاته مكسب كبير للمنتخب السعودي.

 

ـ حتى على الصعيد التاريخي لكثير من المحافل الدولية فإن (معظم) المباريات الافتتاحية لأي تجمع كروي ينتهي غالباً بالتعادل وهو (فيما لو تحقق) يعد إنجازاً كبيراً للمنتخب السعودي.