تشرفت مساء الخميس الماضي بتلبية دعوة كريمة من الهيئة العامة للرياضة، لحضور حفل عشاء "غير رسمي"على شرف وفد الدوري الإسباني "لا ليغا" الذي زار السعودية الأسبوع الماضي.
ـ حضر الحفل عدد من الزملاء الإعلاميين الأعزاء، وكانت جلسة شيقة للغاية، تحدثنا خلالها "بشكل ودي بعيداً عن الرسميات" مع أعضاء الوفد الضيف.
ـ أبدى ضيوفنا الإسبان سعادة غامرة وارتياحاً كبيراً بزيارتهم للسعودية، وما لقوه من حسن استقبال وكرم ضيافة.
ـ وأكدوا أنهم دهشوا كثيراً مما لمسوه من اهتمام كبير من قبل السعوديين بكرة القدم "ليس المحلية فقط بل والدولية"، وقالوا شعرنا بعشق كبير لكرة القدم من قبل السعوديين، وهذا يسهل كثيراً من تطور هذه اللعبة في مقبل السنوات.
ـ خلال تلك الأمسية، ارتدى أعضاء الوفد الإسباني الزي السعودي الكامل وكانوا في قمة السعادة وشعروا وأشعرونا باندماج كبير عكس ارتياحهم بالزيارة بشكل عام.
ـ حتى أثناء تناول العشاء السعودي "الشعبي" الذي لم يكن فوق الطاولات بل على الأرض، تفاعل الإسبان وأبدوا إعجابهم بكل تفاصيل العشاء وسألوا أدق الأسئلة.
ـ هذا ما حدث على الصعيد "الاجتماعي" بيننا وبين الإسبان، لكن ماذا حدث على الصعيد "العملي" ؟
ـ خلال حفلة العشاء جلست بجوار الإسباني "أنجيل كتالينا هيرنانديز" وهو بالمناسبة ينتمي لنادي ريال بلد الوليد.
ـ تحدثنا لفترة طويلة وبعمق عن حال الكرة السعودية وفق ما شاهده من مباريات، إلى جانب حرصه على طرح العديد من الأسئلة الدقيقة، وهو ما أشعرني برغبة وحماس هذا الوفد في تقديم ما يفيد الكرة السعودية.
ـ قلت للسيد هيرنانديز إننا وأنتم محظوظون لأنكم تابعتم من على أرض الملعب مباراتي "النصر والفتح" و"الهلال والأهلي"، لأن هذه الفرق الأربعة هي التي حققت بطولة آخر 5 نسخ من الدوري السعودي، وهذا يعطيكم رؤية عن مستوى الكرة السعودية بشكل عام، وأبدى أنجيل تفاعله مع هذه المعلومة وقال"بالفعل هذا أمر مفيد لنا للغاية ويمنحنا صورة شبه شاملة عن الكرة السعودية".
ـ ثم تحدث الضيف الإسباني بإسهاب ودون توقف، وكان يطرح ملاحظاته عن الكرة السعودية ويطرح العديد من الأسئلة.
ـ ركز أنجيل هيرنانديز على أن أبرز سلبيات الكرة السعودية هو "كثرة" تغيير المدربين وعدم منحهم "أي المدربين" الفرصة الكافية للعمل، وقال "وهو ما يعكس دقة متابعته" إن كثيراً من المدربين لا يكمل مع أنديتكم 6 أشهر وهذا أمر سلبي للغاية على الصعيد الفني.
ـ ثم تحدث باهتمام بالغ عن ضرورة البدء "مبكراً" بالتعاطي مع كرة القدم، وكان يتحدث عن الفئات السنية وقال إن ممارسة كرة القدم في إسبانيا تبدأ في سن مبكرة جداً.
ـ هل تصدقون "وفقاً للإسباني أنجيل" أن مداعبة كرة القدم ومن ثم ممارستها بشكل تنافسي "خفيف" يبدأ مع الأطفال الإسبان في سن الرابعة والخامسة.
ـ قال: عليكم أن تهتموا بدءاً من هذه السن، لأن الطفل في هذه المرحلة العمرية يتقبل كل التوجيهات ويستوعبها بل ويظهر مواهبه التي بداخله ويبدأ في إظهارها والتنافس مع أقرانه بذات الفئة العمرية.
ـ تفاجأ بل إنه "أي السيد هيرنانديز" انصدم عندما أبلغته أن الحصة التدريبية "اليومية" في أنديتنا لا تتجاوز ساعتين، وقال هذا أمر غير معقول ولا يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية في كرة القدم.
ـ في النهاية أقول شكراً للهيئة العامة للرياضة وللاتحاد السعودي لكرة القدم، لأنهما وقعا الاتفاقية مع رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا" من أجل تطوير كرة القدم السعودية.
ـ ويمتد الشكر للهيئة العامة للرياضة على منحي شرف حضور مناسبة العشاء ومقابلة أعضاء الوفد الإسباني.
ـ كانت أمسية جميلة للغاية....ثرية "فنياً" وفعالة "اجتماعياً".
