|


هيا الغامدي
(قرعة المونديال) الحقيقة والخديعة والهدية!
2017-12-04

 

 

 

 

 

لم يتوقع أشد المتفائلين ما آلت إليه قرعة مجموعة منتخبنا، التي ضمت البلد المستضيف "روسيا" وأوروجواي ومصر، مجموعة متوازنة منطقيا "ظاهرها" هادئ برئ بارد برودة طقس موسكو وباطنها "جحيم" وغليان مقيم.

 

الحمد لله، مجموعة منتخبنا معقولة فنيا، لكنها ليست بالمهضومة إطلاقا، لما تحويه من خامات وعناصر "عالمية" ثقيلة بالميدان.

 

وما من شك اللعب في المباراة الافتتاحية شرف كبير لكل منتخب عربي، فكل الأنظار والفلاشات ستكون مركزة على تلك الموقعة، وفرصة عظيمة للمنتج السعودي بالذات التسويق لنفسه بشكل جيد عالميا، وفتح باب جديد للاحتراف الخارجي، وعمل "برزنتيشن" يليق بسمعة الكرة السعودية كبلد رائدة قاريا وصاحبة سيادة وتاريخ.

 

نضحك أو نكذب على أنفسنا إن قلنا بأن روسيا منتخب هين وسهل، ويجب أن لا نسوق هذا الاعتقاد لكي لا نصدق أوهامنا وأحلامنا الوردية ونصدم، يجب أن نكون واقعيين لا "مهايطين"، الدب الروسي منتخب أوروبي قوي بدنيا لديه صلابة واحتكاك قوي، اللعب على الأرض والجمهور ميزة وربما عيب وهذا يتوقف عليهم.

 

وأيا كان، يجب أن نتعاطى معه باحترام وننظر إلى كيفية تجاوزه، ونبتعد عن أية نتائج أو تخمينات، فلكل دولة زمن ورجال، فالميدان محايد ومنصف لمن يقدم ويعطي كرة القدم أكثر.

 

أكثر ما يقلق الأوروجواي "صغيرة القوم" لاتينيا جغرافيا بين دول أمريكا الجنوبية، المنتخب السليستي لم يفز علينا، لكن المقابلة الودية تختلف عن الرسمية، منتخب قوي صاحب تميز ببطولات كوبا أمريكا، يكفي أنه منتخب "العضاض" سواريز نجم هجوم برشلونة، بالإضافة لإدينسون كافاني لاعب باريس سان جيرمان ودييجو جودين كأبرز اللاعبين.

 

المفارقة الجميلة سعوديا، أن خوان أنطونيو بيزي مدرب منتخبنا "أرجنتيني"، ومعروف أن بين البلدين "الأرجنتين وأوروجواي" الكثير من  المماحكات الكروية لاتينيا، بحكم الجوار والتاريخ والكاريزما، وأشياء أخرى اللاتينيون أدرى بشعابها.

 

لقاء العروبة الوحيد بهذه المجموعة أمام مصر، بقدر ما أسعدنا أحزننا، ولم أكن أتوقعه ولا أتمناه، وقناعاتي تذهب بي بعيدا عن زمرة المتفائلين بقوة من السعوديين لتجاوز "الفراعنة"، قياسا على زمن الـ5 بالقارات عام99م، مصر لديها منتخب قوي وثقيل قاريا كبطلة للقارة سنوات طويلة، ولديها لاعبون مميزون وجوقة من المحترفين خارجيا بأكبر الفرق العالمية والدوريات الأوروبية، يتقدمهم محمد صلاح نجم ليفربول، والنني، ورمضان، وجابر...، المواجهة العربية..العربية عموما لا تخضع لأية مقاييس فنية بقدر ما تخضع لعملية ضبط بالميدان فنياً ونفسياً وعصبياً وذهنياً، وتركيزاً وتوظيف إمكانيات وبعداً عن الشد.

 

ودورنا الآن يتوقف على كيفية تجاوز كل منتخب بطريقة استراتيجية، وانتقال بين كل مدرسة وأخرى بذكاء ورسم وتخطيط، بحكم لعبنا أمام ثلاثة منتخبات من ثلاث مدارس كروية مختلفة، كل منها يتطلب وضع استراتيجية غير، والإعداد لها بالوديات وكيفية اختيار المناسب واختيار اللاعبين الذين يخدمون كل مرحلة.

 

وأقترح لعب وديات مع أوكرانيا، فنلندا، لمواجهة "روسيا"، ومع الأرجنتين، الباراجواي استعدادا لـ"الأوروجواي"، ومواجهة تونس، المغرب، الجزائر للقاء "مصر"، دراسة الخصوم كلا على حدة أقوى مفاتيح الفوز عليهم وتقديم مستوى.

 

وقوفنا الآن مع المنتخب بعقلانية لا تفاؤل حد الاغترار والانخداع بالأوهام، ولا طيرة وتشاؤم وسوداوية، كل شيء ممكن في كرة القدم، المهم نكون عند حسن الظن ونشرف أنفسنا وكرة بلادنا.