ـ لم يكن قرار فيفا برفع الحظر عن رياضة الكويت خبراً مفرحاً فقط لحكومة وشعب الكويت، إنما مفرح أيضا لكل الخليجيين والسعوديين على وجه الخصوص، ماعدا من كانوا يدبرون الدسائس"في الخفاء وهم معروفون لدى الجميع، ويقيني أن مصدر هذه الفرحة ليس مرتبطاً بالعلاقة الأخوية القوية والمتينة التي تربط البلدين حكومة وشعباً فحسب، فهذا أمر مفروغ منه تماما ولامزايدة عليه بأي حال من الأحوال، و"التاريخ" في صفحاته الخالدة دون أي مبالغات خير شاهد على ذلك، ولا يحتاج منا إلى إعادة تصفح ماهو مدون في مذكراته.
ـ إن القارئ والمضطلع جيداً على مشهد الرياضة الكويتية منذ ما يقارب السنتين والنصف، وما حدث قبل شهر ونصف من حراك، كانت نقطة انطلاقته وبدايته "الشجاعة" من قبل رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ يدرك تماما "الفرق" بين من كان يمارس دور" الميت" ومن وضع للميت نهاية، فاضحاً أمره أمام الملأ، وفي المقابل لابد أن المتابع الحصيف للمشهد استشف المسببات الحقيقية والظاهرة للعيان، التي تكونت في فترة زمنية قصيرة جداً، وتشكلت "علناً" ومن خلف الكواليس، وكان لها الدور "الحيوي" في إعادة الرياضة الكويتية لوجودها، وجعلت من الخبر "السعيد"له أبعاد إعلامية مثيرة جداً متفاعلة ومحتفية بتصريحات ملتهبة أطلقها"آل الشيخ" تلفزيونيا وتويتريا وفِي مؤتمر صحفي، أيقظ من خلالها "بين عشية وضحاها" كل من كانوا في"سباتهم" العميق نائمين، كاشفاً بلغة "معلم" في كلمات معدودة ومحدودة كل من كانت لهم بصمات"الخيانة"، الساعية إلى تدمير الرياضة الكويتية، واعداً "مبشراً" بما يفرح ويسعد الكويتيين قريباً.
ـ وقبل أن يعلن فيفا من خلال رئيسه بساعات عن القرار، ومع مؤشرات تلمح بانفراج أزمة الرياضة الكويتية، خرجت "الخفافيش" من جحورها "المسكونة" عقب معركتها "الخاسرة" في إطلاق الشائعات وتوزيع الأكاذيب، ولم تكتف بذلك، إنما بثت"سمومها" محاولة عبر إعلام مضلل "مدفوع" استعراض عضلات"البطل" والقيام بدور "البطولة" "بين ادعاءات باطلة ومزاعم لا أساس لها من الصحة، غايتها في ذلك التأثير على حجم النجومية التي حققها "آل الشيخ" ورصيد الشعبية التي حصل عليها سواء داخل الكويت أو خارجها، ولكن"هيهات"، فلقد جاء وصول رئيس فيفا إلى أرض الكويت بنفسه "شخصياً"، فيه دلالات واضحة، استرجعت الجماهير الرياضية في دول الخليج كافة تلك الصور التي جمعت رئيس فيفا بـ"ال الشيخ" في روسيا، وحقيقة من كانت له جهود "مكملة" لما قامت به الحكومة الكويتية، واجتماع على أعلى مستوى عقد يوم الأحد الماضي، خرج بنتائج مثمرة وضعت النقاط على الحروف، داعماً وموافقا على "اتفاق" تمت المصادقة عليه، ينسجم مع مطالب نقلها "الوسيط" السعودي، كان لابد لـ"الغيورين" على مصلحة الرياضة الكويتية الاستجابة لها، وبالتالي يضعون نهاية فاصلة لحقبة زمنية "مظلمة"، كان يتسيدها ابن" عاق" بوطنه، عرف بأنه يجيد ببراعة فنون"دس السم في العسل".
ـ تركي آل الشيخ ليس في حاجة إلى مديح وثناء، ولا ينتظر من أحد "الاعتراف" بجميل ولا بفضل يرغب أن ينسب له وحده، ولكن لا يستطيع كائن من كان أن يجحد وينكر إلى جانب "شجاعة" الموقف "التاريخي" الذي اتخذه أنه كسب "المعركة" الأهم، وهي في تجاه من كان يظن أنه بنفوذه ك"شيخ" هو "الآمر والناهي" والحاكم بأمره في شؤون ومصير الرياضة الكويتية، فقد عرفه وعرف كل المخدوعين ومن انساق في طريقه الضال "بحجمه الطبيعي"، وهنا مربط الفرس وبيت القصيد في"درس" قاس من دروس"المعلم" الكبير تركي آل الشيخ كـ"صفعة" من صفحاته المؤلمة لقزم آسيا لن ينساها مدى الحياة، كملها أمس بصفعة أخرى باقتراح عبارة عن"هدية" من السعودية للكويت، بإقامة كأس الخليج المقبلة في الكويت، بعدما كان مقرراً إقامتها في "دويلة" قطر.