|


بدر السعيد
رياضتنا الوطنية و 2030.. (6)
2017-12-10

 

 

 

 

أعود وإياكم مجددًا للركض في مسارنا التاسع.. وهذه المرة تدفعني الأحداث والتطورات المتسارعة رياضيًّا، للعودة إلى استكمال سلسلة المقالات التي بدأت كتابتها قبل عام ونصف من الآن.. وهو الوقت الذي لاحت فيه الكثير من معالم ومؤشرات التطوير التنموي السعودي الشامل، وعلى كل الأصعدة..

 

في سلسلة المقالات السابقة، كانت لغة الطرح تميل كثيرًا نحو الأمل والأمنيات.. كانت الأحلام فيها أكثر من الواقع الذي عشناه في رياضتنا الوطنية بشكل عام..

 

إلا أن السبب المباشر الذي دفعني للعودة مجددًا لاستكمال هذه السلسلة من المقالات، هو ذلك القرار المبشر.. القرار الملهم لعشاق الرياضة ورواد صناعتها الحديثة.. أعني بذلك قرار استحداث وإنشاء ستة عشر اتحادًا رياضيًّا وطنيًّا، بتخصصات ومسميات "قد" تبدو جديدة أو غريبة على من أغفل متابعة تطور وصناعة الرياضة في مختلف دول العالم المتحضر.. وتبدو في الوقت ذاته ملحّة بالنسبة لمن خرج من صندوق التفكير النمطي، ووسع زاوية رؤيته للرياضة؛ ليعرف أنها نمط حياة.. وثقافة مجتمع.. وحضارة شعوب..

 

وبنظرة سريعة للاتحادات الستة عشر المعنية، فإننا نلاحظ أنها جاءت استجابة لتلبية مطالب وحاجات متعددة، سواء في سوق العمل الرياضي.. أو تطور طبيعة الحياة المجتمعية وتغير أنماطها، بالإضافة إلى قربها من التوجهات الوطنية والدولية العامة، نحو مجتمعات صحية واعية..

 

جاء قرار يوم الخميس "الونيس" حاملًا معه البشرى لأولئك المهتمين بالرياضة المجتمعية بكافة فئاتهم، سواء المتخصصين أو الممارسين، بالإضافة إلى المستثمرين.. جاءت هذه الاتحادات لتكون بمثابة المظلة الحاضنة التي طال انتظارها بالنسبة لمحبي وعشاق رياضات المغامرات.. والهوايات المنتشرة في الصالات الخاصة والتجمعات غير النظامية، التي افتقرت إلى المرجعية، بالإضافة إلى تلك الرياضات التي يفتقدها الكثير من سكان هذا الوطن، من المقيمين الذين يشكلون نسبة لا بأس بها من التعداد السكاني، والذين لم يجدوا لرياضاتهم وهواياتهم أي وجود أو أثر في مجتمعنا..

 

قد يبدو الموضوع بالنسبة لبعضهم "هامشيًّا"، أو لا يحمل أهمية.. وقد أعذرهم في ذلك؛ فالزمن وتراكمات الأحداث وأسلوب المتابعة الرياضية النمطي، جعل منهم أسرى لكرة القدم ومنافساتها، والتي غيبتهم عن ذلك المحيط الرياضي المليء بما لذ وطاب من كنوز الرياضة اللامتناهية..

 

وقد سمحت لي ظروفي ـ بعد توفيق الله ـ في خوض تجربة متواضعة خلال الأعوام الخمسة السابقة، إذ سعيت للتواجد وحضور عدد من الأنشطة والأحداث الرياضية الدولية، التي استهدفت مختلف شرائح وفئات المجتمع، سواء في الشرق الأوسط أو على مستوى العالم.. وسيكون لي عودة ـ بحول الله ـ لتناول تلك التجربة، من خلال استكمال هذه السلسلة المتجددة.. وإلى ذلك الحين أتمنى أن تصادفني في طريقي بعض المبشرات والمحفزات المشابهة لما حصل يوم الخميس الماضي..

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.