|


عدنان جستنية
لماذا السعودية في الافتتاح؟
2017-12-12

 

 

 

 

سؤال يجب أن نتوقف عنده طويلًا ونغوص في أعماقه جيدًا، برؤية تفتح لنا آفاقًا واسعة من الأجوبة النيرة، التي من المفترض أن تقودنا إلى معرفة مدى قدرتنا "الجادة" للاسفادة الحقيقية من هذا الحدث العالمي، وفرصة "العمر" التي جاءتنا تطير محلقة على ـ طبق من ذهب ـ تسابق أحلامنا وتوقعاتنا كحلم يقظة أو في المنام، لم نحلم به إطلاقًا، ولا توقع خطر على بالنا، ولا حتى فكرنا فيه بأي حال من الأحوال، كما ينبغي أن نتأمل في ظلال تلك القرعة ـ وما أدراك ما تلك القرعة ـ التي جاءت بـ"مشيئة الله" أن يلعب منتخبنا الوطني ممثلًا ليس للكرة السعودية فحسب، إنما يمثل المملكة العربية السعودية بصفة عامة "سمعة ومكانة وقيمة"، في مباراة الافتتاح في أهم وأعظم محفل رياضي عالمي، يترقبه ويشاهده ملايين الملايين من سكان الكرة الأرضيّة، ألا وهو بطولة كأس العالم التي ستقام بعد أشهر قليلة من الآن في روسيا؟.

 

ـ تعالوا نتغلغل في "المكاسب" التي نأمل أن نحققها، من خلال تواجد الكرة السعودية في مباراة "الافتتاح"، وهي من دون أدنى شك كثيرة جدًّا، ولعل ظهور اسم السعودية أثناء إجراء القرعة يعد "أول" هذه المكاسب، وهي من وجهة نظري ونظر "العارفين"، مواجهة كروية لا تختلف عن المباراة النهائية التي ستقام في البطولة نفسها، وإن كان هناك فرق يذكر بين الحالتين؛ فأحسب أن الحالة الأولى لا تقل أهمية عن الحالة الثانية في الجانب "الدعائي" الذي سيتحقق للدول الأربعة والمنتخبات التي تمثلها في الافتتاح ومسك الختام، وإن كانت الدولة المستضيفة هي الأكثر رغبة في حصد "إنجاز" يمثل لها الشيء الكثير، ليأتي مكملًا لنجاح بطولة و"دعاية" حصلت عليها، ليصنع لها هذا الإنجاز اسمًا من بين أسماء المنتخبات العالمية التي سبق لها أن حققت بطولة كأس العالم.

 

ـ من المؤكد أن إعداد وتحضير الأخضر كان ـ ولا يزال ـ الشغل الشاغل للقائمين على الكرة السعودية، ممثلاً في الهيئة العامة للرياضة واتحاد كرة القدم؛ ليظهر بمظهر "مشرف"، وليضيف له رصيدًا أفضل مما حققه في بطولة كأس العالم التي أقيمت في أمريكا 94، إلا أنه من المؤكد أيضًا أن هذا الإعداد والتجهيز أصبح لهما معايير مختلفة عندهم لا يمكن تجاهلها، ولا بد أن ذلك بات هاجسًا مهمًّا ومقلقًا في الوقت نفسه، بما يعني أن تواجد الأخضر في مباراة الافتتاح سوف "يضاعف" من هذه المهمة في سبيل "استثمارها" كما ينبغي جماهيريًّا وإعلاميًّا وتسويقيًّا قبل وأثناء وبعد إقامتها، وتلك مهمة لن تغيب هي الأخرى عن الجهاز الفني بقيادة "بيتزي" واللاعبين، خاصة بعدما يتم توفير كافة الإمكانات الفنية، وتهيئة كل الأجواء النفسية التي تساعدهم على العطاء والإبداع عبر ما يراه الجميع ظاهرًا من خلال إدراك حقيقي لـ"مسؤولية" تفرض عليهم تقدير هذا الحدث، الذي لن يتكرر مرة ثانية، وأن "الحظ" الذي كان حليف كل واحد منهم، وسطر أسماءهم في ذاكرة "تاريخ" خالد لن ينساهم أبدًا، خاصة إن برزت "نجوميتهم" كما هو "مأمول" منهم فنيًّا وأخلاقيًّا.

 

ـ بقي سؤال آخر ليس بنفس أهمية وحجم السؤال الذي اخترته عنوانًا لهذا المقال، وهو: لماذا السعودية اختيرت في افتتاحية كأس الخليج؟ الإجابة على هذا السؤال يوم الثلاثاء المقبل بإذن الله.