|


فهد علي
كقضية" أو "قظية" فلسطين"
2017-12-12

 

 

اطمئن عزيزي القارئ، ليس العنوان طلاسم سحرية أو شعوذة لا سمح الله، هي وحسب كلمة قضية كما ينطقها الإنسان الفلسطيني "كضية"، أمّا اللسان السعودي الذي لا يعترف بحرف الضاد مطلقًا، ينطقها "قظية"، وإن الاختلاف السمعي للكلمة بشقّيها السعودي والفلسطيني منح لكل منهما معنى مختلفًا في عقل المستمع، أي أن نطق "كضية" و"قظية" تُحدثان معاني مختلفة في ذهن الإنسان العربي، رغم أنهما نفس الكلمة، لكن الصورة الدعائية والترويج الإعلامي يحاول منحهما إيحاءات أخرى؛ فالطرافة والكوميديا السوداء تكمنان بالإعلام، وهو المعني بالجانب النقلي للخبر، حيث بمحطة تلفزيونية إخبارية ـ مثل قناة الجزيرة ـ رفّ علم الدولة المحتلة بنفس المدينة وبالقرب من مقرّها، دون ذلك أن يثني خجلها على الصمت، بل تسعى بفجاجة مضحكة لتشويه وتعيير تبنّي موقف بلاد مثل "السعودية"، وهي التي منذ تأسيسها رفعت علم فلسطين في نفوس مواطنيها قبل نصبه على السواري والأعمدة. 

 

وبمناسبتي مواطنًا سعوديًّا أسأل: هل مواطن صافح رئيس بلاد مغتصب في عاصمة دولته التي استقبلته بحفاوة، يستوي بصديقي الذي صافح الشهيد الفلطسيني "أحمد ياسين" حين زيارته للسعودية، وإقامته أثناء مناسك العمرة بمكة؟.

 

أزعم نحن جميعًا نحب النقد نهمًا لمعرفة العيوب والنواقص، أمّا على الناحية الأخرى، اختراع نقد من الخيال وتصويبه تجاه الآخر هو أشبه بأن تخرج مع صديقك من صالة سينما، ثم يبدأ أمامك هذا الصديق يتحدث إلى الغرباء عن الفيلم، مخترعًا مشاهد لم تحدث وغير موجودة، تلك الأكاذيب يدلقها على الجميع، إمّا يرغب من خلالها تأكيد حضوره أو أنه يحترف الكذب كدناءة، والأرجح أنهما الاثنان معًا.

 

النكتة الوحيدة المتبقية وغير المضحكة حيال القناة التي شرّعت أبوابها وأدارت كاميراتها وطرحت أسئلتها بلقاء طويل مع رئيس الدولة المحتلة، أنها تشعر بغضب نحو دولة رفضت رسميًّا وإعلاميًّا وشعبيًّا ـ أي السعودية ـ التعامل مطلقًا مع المحتل، ولكنها مع ذلك تأبى القناة إلا بوصف هذه الدولة الواقفة مع الحق الفلسطيني بالصديق للمحتل، كيف ذلك لا أعلم. 

 

كل الذي أعلمه مدى التردّي المهني والأخلاقي والمعلوماتي في تحوير الحقائق، وتبديل المواقف والتعرّي أمام جموع المشاهدين، دون أي آثار خجل تورّد خدّي تلك القناة.