|


No Author
النصر عكس أيقونته
2017-12-27

 

 

 

 

جاءت أيقونة الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، والتي تم تدشينها أخيراً مثيرة للتندر والطقطقة في آن واحد، كما أنها كانت خلافاً لما هو عليه واقع الفريق النصراوي في الدوري السعودي للمحترفين للموسم الرياضي الحالي.

 

والجماهير النصراوية ومعها جماهير الأندية لا ترى في فريق النصر الأول لكرة القدم سوى مجموعة هزيلة من اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب، وهو على عكس ما ظهرت عليه أيقونته، حيث الفارس الشجاع الملثم وهو يتأبط شراً بمنافسيه وخصومه، ممسكاً برمحه، ولم ينقصه إلا أن يكون وضع الفريق مثلما هو حال أيقونته، ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يكن موجوداً على أرض الواقع والحقيقة، بل اقتصرت فروسية البطل الملثم على الورق فقط، وفي عالم افتراضي لا صلة له بالواقع، أو هكذا يتصور المطقطقون!

 

من وجهة نظر شخصية بحتة بعيداً عن التحيز، أرى أن التصميم الخاص بأيقونة النصر قد فاق نظراءه في الأندية الأخرى وتميز بآدميته بعيداً عن الحيوانات والطيور والزواحف، مثلما ظهر لافتاً في أيقونات الأندية الأخرى ولكن من سوء حظ النصراويين أن تدشين أيقونة الفارس الشجاع تزامن مع كون فريقهم يرزح تحت وطأة الخسائر، وسط حالة سيئة جداً باتت تنتظر فريقهم الأول لكرة القدم في ظل مواجهة صعبة جداً حينما يصطدم النصراويون بأقرانهم الأهلاويين في كلاسيكو الجولة المقبلة، التي ربما ستكون حاسمة وفاصلة في تحديد هوية الفريق بخيارين لا ثالث لهما إما البقاء قريباً من مراكز المقدمة على أمل لعل وعسى، أو تلقي مزيد من الخسائر، والدخول في مصيرل مجهول سيجعل من الموسم حزيناً بالنسبة إلى النصراويين وجماهيرهم الغاضبة في هذه الأوقات، وهي بدأت بالفعل بشن هجمات عنيفة طالت اللاعبين والإدارة واستثنت المدرب هذه المرة وهو أمر جيد وإن كان على غير المألوف، ليس للنصراويين فحسب وإنما للجماهير السعودية قاطبة التي لا ترى شيئاً أقرب من رأس المدرب حينما يأتي أمر المحاسبة.

 

ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال الدور السلبي الذي تسبب فيه لاعبو النصر دون غيرهم ومن ثم وصول نتائج الفريق إلى هذه الصورة المتردية، على الرغم من وجود أصوات عالية تحمل الإدارة مسؤولية الفشل وبالذات فيما يخص عملية اختيار اللاعبين المحترفين الأجانب وهو رأي له كثير من الصدقية ولكنها ملامة تطول جميع إدارات الأندية والفرق الموجودة في منافسات الدوري السعودي للمحترفين.

 

بقي أن أشير إلى أن النصراويين الذين تعودوا في الأعوام الأخيرة على توجيه السهام دائماً نحو إدارة الأمير فيصل بن تركي وتصويره كأنه الرئيس "الفاشل" كما يفعلون الآن، هو أمر لا يستقيم بالفعل ويتناقض مع أبجديات العدالة النقدية وهي نوع من الانتقائية التي لن تجدي نفعاً ولن تغير من الواقع ما دام الصمت هو السمة السائدة للإعلام النصراوي أو لنقل بمعنى أدق للمحسوبين عليه وهم الذين لا يتجرؤون على نجوم الفريق ومستوياتهم الهابطة خوفاً من جماهيريتهم.. هذه الحقيقة مع الأسف.