|


د. حافظ المدلج
10 ملايين في الشهر
2018-01-20

 

 

 

 

المولعون مثلي بلغة الأرقام يتابعون بين وقت وآخر، القوائم الرسمية المعلنة لأسعار النجوم وقيمهم السوقية، وهي أرقام تتأثر بمستوى النجم وعمره وتأثيره على الفريق، ومقاومته للإصابات وغيرها من المعايير، ولأجل هذا المقال اطلعت على عدد من القوائم الرسمية للعام الذي ودعناه 2017، فلم أجد "أليكسي سانشيز" في العشرة الأوائل لأي قائمة، بل إنني وجدت اسمه في قائمة واحدة بالمرتبة العشرين!!! فلماذا سيتقاضى "10 ملايين في الشهر".

 

نعم أيها الأحبة، ربما قبل نشر المقال يكون "سانشيز" قد وقع عقدًا مع "مانشستر يونايتد"، منتقلاً من "أرسنال" لمدة أربعة مواسم ونصف الموسم بمجموع 180 مليون جنيه إسترليني، تشمل رواتب النجم التي تم تحديدها بـ "450 ألف جنيه في الأسبوع"، كأعلى راتب في تاريخ "بريميرليج"، وبقسمة الرقم على سبعة، نحصل على الراتب اليومي، وبضربه في ثلاثين نحصل على الراتب الشهري، وبتحويله إلى الريال السعودي يصبح "10 ملايين في الشهر".

 

كيف يحدث هذا في أكثر الدوريات احترافية، وأفضل إدارات الأندية وعيًا؟ باختصار، هي الظروف التنافسية على اللاعب بين أكثر ناديين قوة مالية في "بريطانيا"؛ فقطبا "مانشستر" دخلا مرحلة تنافسية جديدة، بدأت مع شراء "الشيخ منصور بن زايد" نادي "مانشستر سيتي"، وانقلبت معادلة التفوق الميداني مع رحيل "السير أليكس فيرجسون"، وقد كتبت في هذه الزاوية مقالات كثيرة تطالب بالعبقري "جوارديولا"، لكنه ذهب للجار اللدود وفتحت له الخزائن؛ فأصبح يملك دكّة أقوى من الأساسيين، وحين رفض "سانشيز" التجديد مع "أرسنال" وأصبح حرًّا في الصيف القادم، قرر "جوارديولا" التعاقد معه؛ ليكون المسمار الأخير في نعش المنافسة التي أوشكت أن تموت؛ فأصبح "مورينهو" مضطرًا لدفع الرقم المهول "10 ملايين في الشهر".

 

 

تغريدة tweet:

 

المشكلة الأكبر، أن هذه الصفقة قد تكون وبالاً على "اليونايتد"؛ لأن نجومًا مثل "بوجبا ودي خيا" سيطالبون بتحسين عقودهم ورفع رواتبهم، بنسبة تتناسب مع القفزة الهائلة التي أحدثها عقد "سانشيز"، وربما يؤثر تغير منحنى السقف العام للرواتب في المستوى العام داخل الملعب؛ فأغلب نجوم الفريق لا يتسلمون في الشهر ما يتقاضاه "سانشيز" في الأسبوع، بل إن هناك نجومًا واعدة مهمة لا تحصل على راتب أسبوعي يماثل راتب "سانشيز" اليومي، ولن ينقذ الصفقة من الفشل الذريع، إلا أن يقدم النجم التشيلي مستوىً يستحق بموجبه تلك الأرقام الهائلة، فلا أحد في "ريال مدريد" يعترض على راتب "رونالدو"، ولا يوجد "برشلوني" يناقش أحقية "ميسي" بما يكسب، وفي نهاية الموسم سنتحدث عن أحقية "نيمار وسانشيز" بالمبلغين المذهلين، وربما يتفوق "نيمار" في السن والإبداع والنتائج، وعلينا الانتظار، وعلى منصات الأرقام نلتقي،،