|


أحمد الفهيد
نخسر بطولة.. أم نخسر 120 ألف ريال؟!
2018-01-20

 

نعلم "كلنا" لماذا لم يُجدد التعاقد مع المدرب الهولندي فان مارفيك، الذي قاد منتخبنا الوطني إلى كأس العالم 2018، نعلم الأسباب لأنها قيلت لنا، صحيح أنها لم تعلن في بيان رسمي، لكنها وردت على لسان رئيس اتحاد القدم، وما يذكر على لسان الرئيس هو في مقام بيان مُعلَن رسميًّا، بغض النظر عن أحاديث العجوز الهولندي الصحافية "الغاضبة"، وبغض النظر أيضًا عن كل التخمينات التي اقتفت أثر القرار المفاجئ، في عز الفرحة والزهو بالتأهل!

 

وقبل أيام قليلة جدًّا، خرج المنتخب السعودي "الأولمبي" من دور المجموعات لبطولة آسيا "تحت 23 سنة"، قطف نقطتين من تسع، وغادر المهرجان الآسيوي بهزيمة من المنتخب الماليزي؛ ولأن الخروج لم يكن متوقعًا "لا أقصد الخروج نفسه، فهو محتمل الحدوث"، وإنما أقصد الخروج بهذه النتيجة الباهتة في شكلها ومضمونها، فقد صار متاحًا لنا تقليب الدفاتر القديمة لنبحث فيها عن سبب عدم تجديد التعاقد مع المدرب الوطني سعد الشهري، الذي قيل له في نهاية اجتماع صغير، قصير: "شكرًا لك، لا نحتاجك مستقبلًا"، ولم يقل لنا أحد من اتحاد اللعبة سببًا لذلك، بقي الأمر مبهمًا، وطغى الصمت على الموقف الرسمي، حتى جاء الخروج الآسيوي ومعه صار مهمًا أن نخرج مرة أخرى من صمتنا ونسأل: لماذا لم يكن سعد الشهري مدربًا لمنتخبنا في كأس آسيا تحت 23 سنة؟!.. نسأل ذلك لنفهم ما حدث، ولنحمي اللعبة من القرارات المفاجئة، التي تتخذ بلا مسوغات مقنعة، وأحيانًا بمبررات واهية لا ترتقي أن تكون سببًا في إصدار قرار!.

 

في الخبر الذي نشرته "الرياضية" يوم الثلاثاء 13 يونيو 2017، على صفحتها الأولى "إن المدرب السعودي سعد الشهري الذي يتقاضى مبلغ 30 ألف ريال راتبًا شهريًّا نظير تدريبه للمنتخب الكروي السعودي الشاب، طلب زيادة أجره الشهري أسوة بالمدربين الأجانب الذين تعاقد معهم اتحاد القدم، ليقترب من 45 ألف ريال، بعد أن رفض اتحاد القـدم ظهوره في التحليل التلفزيوني، لكن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت رفض طلب المدرب، لينتهي الاجتماع به بعدم التجديد معه".

 

.. وفي السيرة التدريبية للمدرب الشاب "39 عامًا" أنه ذهب بمنتخب بلاده الشاب إلى كأس العالم، وهناك تأهلوا معًا "هو بهم، وهم به" إلى دور الـ 16، الذي غادروه لخسارتهم من منتخب أوروجواي بهدف وحيد من ركلة جزاء.. وحين رجع إلى بلاده ليكمل المهمة، وضع له اتحاد القدم نقطة آخر السطر، وكتب بعدها بين قوسين كبيرين "انتهى دورك"!.

 

وأعيد فيما سيأتي بعض ما كتبته قبل أشهر، "هنا في "الرياضية""، في أعقاب خبر الاستغناء عن السعودي سعد، أعيد كتابته ليقرأه الرئيس، ثم يقول لنا هل هذا هو السبب فعلًا، أم أن هناك أسبابًا أخرى، أهم وأكبر؟!، وربما في الطريق "طريق الإجابة" يقول لنا كذلك: لماذا كان منتخبنا باهتًا في آسيا؟!، "لم يكن لائقًا أبدًا، ولا عادلًا، أن يُقصى مدرب حقق كل ما تحقق من أجل عدم رغبة الاتحاد الموقر في زيادة 10 آلاف ريال شهريًّا "120 ألف ريال في السنة" على راتب المدرب.. نعم ليس من العدل أن تستكثر على عضو من أعضاء لعبة كرة القدم الأساسيين "المدرب" أن يصل أجره الشهري إلى 45 ألف ريال، بينما هناك أعضاء في مجلس الإدارة وإداريون يتقاضون أجرًا شهريًّا يوازي ما طلبه المدرب، ويفوقه!.. بين أعضاء اتحاد القدم من يحصلون على رواتب تتجاوز 60 ألف ريال في الشهر، ويصل بعضها إلى 100 ألف ريال "مليون ومئتي ألف ريال سنويًّا"، بينما المدرب الوطني طلب أقل من نصف هذا المبلغ، وقيل له: "آسفون، هذا مبلغ كبير، لا نستطيع دفعه لك"!

 

أنا "وأظن أن معي آخرين" نحتاج أن نفهم، أو على الأقل أن نعرف.. هل المبلغ كبير فعلاً على أن يتقاضاه مدرب مثله، أم هو كبير على أن يتحمل اتحاد القدم دفعه، حتى إن كان أقل من راتب عضو مجلس إدارة؟!