|


سخرية الجماهير ترسل سيوارا من الملعب إلى المزرعة

الرياض ـ حاتم سالم 2024.03.05 | 03:09 pm

في إحدى ليالي شتاء عام 2006، خرج النجم الكاميروني صامويل إيتو، مهاجم فريق برشلونة الأول لكرة القدم آنذاك، غاضبًا من الملعب خلال لقاءٍ مع ريال سرقسطة، في الدوري الإسباني، اعتراضًا على هتافات جماهيرية مسيئة له، سمِعَها تتكرر للموسم الثاني على التوالي بعد اقتصار العقوبة، في المرة الأولى، على غرامة مالية تُقدَّر بمئات اليوروهات.
وتحت ضغط زملائه ومدربه الهولندي فرانك ريكارد، عاد الهدّاف البارع إلى المستطيل الأخضر وأكمل المباراة، التي كسِبَها فريقُه بهدفين دون رد.
تنازل «الفهد» الكاميروني، على مضض، عن قرار الانسحاب، لكنه سجّل صرخة اعتراضٍ من رياضي نفدَ صبرُه، في وجه تصرفات بعض الجماهير.
لكن، خلال العام ذاته، كانت قدرة تحمُّل المدافع الروماني ماريوس سيوارا أقلَّ بكثير، إلى الدرجة التي دفعته إلى تعليق حذائه.
كان سيوارا لاعبًا متوسط الشهرة في ملاعب بلاده، يرتدي شعار فريق يوتا أراد، في دوري الدرجة الثانية.
وبينما كان دورُه يتقلّص مع ناديه، تلقت الإدارة طلبًا لشراء خدماته من نادي ريجال هورنيا، في الدرجة الرابعة، فقَبِلَتهُ، على الرغم من غرابة المقابل.
فبدلًا من عرض أموالٍ لإتمام الصفقة، على غرار غالبية تعاقدات اللاعبين حول العالم، قدّم ريجال هورنيا 15 كيلوجرامًا من النقانق للنادي الآخر. كانت تلك مخصصات الفريق من السجق لمدة أسبوع، لكن النادي الفقير غيَّر اتجاهها وقدّمها إلى يو تي أرادا، اعتقادًا منه أن الصفقة تستحق ذلك.
تسرّب الخبر الغريب إلى وسائل الإعلام، وأطلقت أوساط الجماهير المُتابِعة سيلًا من المِزاح، تجاه التعاقد وأطرافه، خاصةً اللاعب.
لم يتحمّل سيوارا السخرية، التي قال لاحقًا إنها «كانت أكثر من اللازم» وأشعرته بالحرج البالغ ووصلت إلى حدّ «الإهانة الكبيرة».
لذا، قرر وعلى نحوٍ مفاجئ، وبعد أيامٍ قليلةٍ من الانتقال، اعتزالَ لعب كرة القدم، والتوجّه إلى إسبانيا للعمل داخل مزرعة، وبالفعل حصل هناك على وظيفة مودِّعًا عالم الساحرة المستديرة إلى غير رجعة.
وأمام القرار المفاجئ، غَضِب النادي الجديد، وأرسل إلى النادي الأول، طالبًا تعويضه ماديًا عن خسارته، بعد اعتزال اللاعب، واسترداد ثمن النقانق، لكن يو تي أرادا امتنع عن ذلك.
كان سيوارا مدافعًا ضخم البنية نسبيًا، وصاحب شعر أسود ناعم وقصير.. صفاتٌ يتشاركها معه الإنجليزي هاري ماجواير، الذي خرجت والدته إلى العلن، أخيرًا، لتشكو من التعليقات الجماهيرية السلبية ضده بعد تراجع مستواه وارتكابه أخطاءً دفاعية.
ويعالج ماجواير، مدافع مانشستر يونايتد الإنجليزي ومنتخب «الأسود الثلاثة»، الموقفَ بطريقة مختلفة، ويكافح لإثبات العكس داخل الملعب، وبعد أشهر من الهجوم الكلامي الحاد عليه، فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج» لشهر نوفمبر الماضي.