|


كريسبو.. فتى «المليونيرات».. والمتيم بالبنات الثلاث

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2024.04.22 | 11:32 pm

في قصره الفاخر الذي يعود بناؤه إلى القرن الثامن عشر بضواحي مدينة بارما الإيطالية، محاطًا بزوجته الحسناء الإيطالية وعارضة الأزياء السابقة ليسيا روسي التي سرقت قلبه منذ خمسة عشر عامًا وأنجبت له بناته الثلاث، اعتاد الأرجنتيني هيرنان كريسبو، مدرب فريق العين الإماراتي الأول لكرة القدم الحالي، قضاء أغلب أوقاته بجانب مزرعة الخيول وبناته الثلاث بعد اعتزال كرة القدم، وقبل الاتجاه إلى عالم التدريب.

في منطقة فيسنتي لوبيز بمقاطعة بوينس أيرس العاصمة الأرجنتينية ولد هيرنان كريسبو عام 1975 في عائلة متوسطة الثراء، وكان في طريقه بعد إنهاء الدراسة الثانوية إلى أن يتجه للمجال العسكري بعد تجنيده في عام 1993 للخدمة العسكرية الإجبارية، وفي عام 1994 خدم في مجموعة طيران الجيش 601، قبل أن يشق طريقه مع أشبال نادي ريفر بليت ويصبح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ العملاق الأرجنتيني.
في أحد الأيام فاجأ الطفل الشاب الصغير هيرنان والده عندما دخل عليه ببعض النقود وقال له: «سدد ديونك»،! كاد أن يموت الأب خوفًا من أن ابنه يعمل مع عصابات المخدرات التي تنتشر في المدينة، ولم يصدق أن هذه الأموال من نادي «ريفربليت» حتى ذهب معه إلى التمارين واندهش وتفاجأ وجن جنونه حين شاهد الاهتمام الكبير من المدربين بولده.
حينما زار والد هيرنان تدريبات الريفر عرف المدرب باساريلا أنه والد كريسبو فجاءه يصرخ: هذا ابنك؟ كيف أنجبته!؟ أخبرنا عن الطريقة فعاد الأب للبيت فخورًا ضاحكًا «وهو يفكر بالإنجاب مجددًا» كما وصف الأمر لاحقًا.
في ريفر بلييت وبينما كان إنزو فرانشيسكولي، الساحر الأوروجوياني، ينثر إبداعاته في أرجاء ملعب «مونومنتال»، قلعة «المليونيرات»، الذي شغفت قلوب جماهيره حبًّا وهيامًا بـ «الأمير الأنيق»، ظهر شاب صغير بجانب الأسطورة الذي كان يعيش أيامه الأخيرة في عالم المستديرة وكان هيرنان كريسبو هو ذلك الفتى الصغير الذي سطع نجمه لاحقًا وبات أحد أكبر نجوم الفريق العملاق.
سطر كريسبو لاحقًا مسيرة ناجحة في الملاعب الأوروبية بوصفه لاعبًا في العديد من أكبر الأندية بالقارة العجوز مثل إنتر ميلان وميلان وتشيلسي، وكان من المهاجمين البارزين في منتخب الأرجنتين.
في عام 2000 التقى كريسبو بزوجته أليسيا روسي أندرا، عارضة الأزياء السابقة وملكة جمال إيطاليا وأنجب منها 3 بنات، قبل أن ينفصل عنها في العام 2019 بعد أعوام طويلة.
كريسبو الذي اشتهر بلقب «العقرب» خلال مسيرته لاعبًا بسبب مهاراته الكبيرة في لدغ شباك الخصوم عبر تسجيله الأهداف، بات أيضًا يمارس هوايته المفضلة بلدغ الخصوم لكن هذه المرة من على مقاعد البدلاء رغم قصر مسيرته التدريبية إلا أنه يملك سجلًا ناجحًا في جميع المحطات التي درب فيها من أمريكا الجنوبية وحتى آسيا.
بعد تعليق حذائه واعتزال اللعبة لم يتخلَ ابن العاصمة الأرجنتينية عن حلمه حيث يقول عن نفسه في حوار صحافي سابق لـ«الرياضية»: كنت أرى نفسي بعد الاعتزال مدرباً، لكن قبل أن أبدأ التدريب، كان يجب عليّ تعلم أسسه. درست في «كوفرتشانو» مدرسة التدريب الإيطالية، ورافقت بعدها مدربين كبارًا، مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو والأرجنتيني دييجو سيميوني، لأتعلم منهم. والآن، أنا جاهز لتطبيق ما تعلمته على أرض الواقع.
و«الكوفيرتشانو» هي مدرسة الحكمة والمعرفة في كرة القدم الإيطالية التي يحلم معظم اللاعبين في ارتيادها بعد الاعتزال، من أجل نيل علوم التدريب على أيدي مدربين أمثال أزيليو فيشيدي وأريجو ساكي وماسيمو دراجو الذين ينشرون الحكمة والعلم والفن في عالم التدريب.
كريسبو الشغوف بالتدريب يشير إلى أن بعض ملامح فلسفته خليطًا ما بين رحلاته التي تعلم منها خاصة من باساريلا وبيلسا ومورينيو وأنشيلوتي، والتي تعد أهم قاعدة فيها هي احترام اللعبة واللاعبين والجمهور الذي يتابعك، وأن على اللاعب تقديم كل ما لديه دون أن ينسى الاستمتاع باللعب. وامتلاك الشخصية والقتال في الملعب هذه الخصائص التي تعلمها ويحاول زرعها في اللاعبين.
لا يخفي كريسبو إعجابه الشديد بمواطنيه الأرجنتينيين دانييل باساريلا ومارسيلو بيلسا، اللذين كان لهما الأثر الكبير في جعله شغوفًا بالتدريب واللعبة بشكل عام، إضافة إلى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والبرتغالي جوزيه ومورينيو.
خلال مسيرته التدريبية التي بدأت عام 2015 مع فريق مودينا في القسم الثاني الإيطالي، حقق كريسبو 5 ألقاب، ليقرر بعدها العودة إلى بلاده وخوض تجربة وتحدٍ جديد مع فريق ديفنسا يوستيكيا الأرجنتيني المغمور الذي نجح في قيادته إلى تحقيق لقب بطولة «كوبا سودأمريكانا» للمرة الأولى في تاريخه ليطير بعدها إلى البرازيل ويقود العملاق ساوباولو ويوج معه بلقب بطولة دوري باوليستا.
في الخليج قاد كريسبو الدحيل القطري إلى تحقيق الثلاثية التاريخية، وهي دوري النجوم وكأس النجوم وكأس قطر في عام 2023، قبل أن يحط رحاله في الإمارات ليقود العين ويصل معه إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، إضافة إلى نهائي كأس رابطة المحترفين الإماراتية.

ويحلم الأرجنتيني بتكرار إنجازه القاري الوحيد الذي حققه عام 2021 حين دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد قيادته فريق ديفنسا يوستيكيا الأرجنتيني إلى الفوز بكأس سود أمريكانا، التي تعادل الدوري الأوروبي في أمريكا الجنوبية.
وقاد العقرب الأرجنتيني مواطنه الفريق المغمور إلى تحقيق إنجاز استثنائي بتحقيقه اللقب القاري الأول في تاريخه، إضافة إلى كونه خامس فريق فقط في تاريخ البطولة يرفع الكأس دون هزيمة.
الأرجنتيني صاحب الـ48 عامًا والذي سبق له الحصول على جائزة أفضل مدربي بطولة كوبا سودأمريكانا، في عام 2020 ك وأفضل مدرب في دوري باوليستا البرازيلي يحلم بإعادة اللقب القاري الغائب عن خزائن الفريق الإماراتي منذ أكثر من 20 عامًا.
وتوج العين بلقب دوري أبطال آسيا في نسخة 2003، ويسير برفقة كريسبو في النسخة الجارية بخطى ثابتة نحو المنافسة عليها مجددًا، لكن ذلك سيتطلب من «الزعيم» تخطي عقبة الهلال في الرياض أولًا، ومن ثم تفادي سيناريو 2004 حينما خسر النهائي أمام الاتحاد السعودي ونسخة 2016 التي فقدها في مواجهة تشونبوك الكوري الجنوبي.
وثأر كريسيو، لنفسه من الهلال، الذي أقصاه من نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2023، حينما كان مدربًا للدحيل حيث حرمه الفريق السعودي آنذاك من بلوغ النهائي القاري، واكتسحه بنتيجة 7ـ0، على ملعب «الثمامة» في الدوحة، العاصمة القطرية.
ورد الأرجنتيني الدين للهلال ذهابًا مع العين وكسِبَه 4ـ2، ضمن ذهاب نصف نهائي النسخة الجارية، وينتظر إكمال مهمته بلوغ النهائي القاري لكن عليه عبور عقبة الأزرق السعودي ومدربه البرتغالي جيسوس الذي توعد كريسبو ولاعبيه بالثأر في الرياض.