|


ماذا تعرف عن رانجنيك الأقرب إلى خلافة توخيل؟

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2024.04.27 | 05:42 pm

يؤمن المدرب المخضرم رالف رانجنيك بفلسفة «التربية والتعليم بحب»، التي تعلمها من ندوة أبوية كما يردد دائمًا وجعلها قاعدة أساسية في قيادته الفرق والمنتخبات التي يتولى تدريبها، وأثمرت عن جيل من المدربين الشبان الذين تتلمذوا على يد الأب الروحي للكرة الألمانية الحديثة، كما يطلق عليه.
في عام 1945 وبينما كانت الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها بانتصار الحلفاء وسقوط ألمانيا واستسلامها أثمرت قصة حب جمعت ديتريش رانجنيك، الشاب الروسي المهاجر من مدينة كالينينجراد الروسية، وإريكا، الفتاة البولندية القادمة من فروتسواف، عن ميلاد الطفل رالف في الأراضي الألمانية وفي بلدة باكنانج بالتحديد.
في طفولته لم يعش رانجنيك حياة رغيدة ومرفهة، الأمر الذي جعله في عام 2018 ينشئ مؤسسة رالف رانجنيك، التي تهدف إلى دعم الأطفال في نموهم وتمكين شخصياتهم من الازدهار.
شغف الفتى الصغير بالرياضة منذ طفولته، وبات أحد أهم الرياضيين في مدينته، وبدأ مسيرته لاعبًا ومدربًا في نادي مسقط رأسه فيكتوريا باكنانج، ثم واصل اللعب والتدريب في نادي شتوتجارت الثاني وتي إس في ليبولدسويلر.
في عام 1988، أصبح المدرب الرئيس لفريق كورب، وبقي موسمين قبل أن يعود إلى نادي شتوتجارت لمدة أربعة مواسم لإدارة فريق تحت 19 عامًا، وفي عام 1991 فاز ببطولة الدوري الألماني تحت 19 عامًا.
في ألمانيا كان الناس يسخرون من رالف رانجنيك عندما كان يظهر في برنامج تلفزيوني لشرح تكتيكات كرة القدم، وكان يطلق عليه اسم الأستاذ تقليلًا منه، قبل أن يصبح لقبه الرسمي من باب الاحترام، نظير المعرفة الكبيرة التي يملكها الرجل في خفايا الساحرة المستديرة.
توالت نجاحات رالف لاحقًا بعد أن تولى تدريب أندية ألمانية طوال مسيرته قبل أن يخرج لتجارب إدارية واستشارية مع لوكوموتيف موسكو مديرًا للتطوير ومديرًا رياضيًّا للنادي وريد بول سالزبورج النمساوي.
وتولى تدريب لايبزيج وشالكة وهوفنهايم وهانوفر وشتوتجارت كأبرز الأندية التي أشرف عليها خلال مشواره التدريبي الذي بدأ في 1983، إضافة إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي ومنتخب النمسا حاليًّا.
وخلال مسيرته تُوِّج بـ4 ألقاب كبيرة فقط استهلها بكأس إنتر توتو في 2000 مع شتوتجارت، و3 ألقاب مع شالكة دوري كأس ألمانيا 2005 وكأس ألمانيا 2011 والسوبر الألماني 2011، كما نجح في قيادة لايبزيج إلى نهائي كأس ألمانيا في 2019.
يصف الألمان رانجنيك بأنه «الأب الروحي» لكرة القدم الألمانية الحديثة، بسبب تطويره أساليب اللعب والابتكار بعد أن كان واحدًا من أوائل الذين طبقوا أسلوب اللعب بأربعة لاعبين في خط الدفاع في ألمانيا، وقدَّموا أسلوب عدم المراقبة الفردية وظلَّ عدوانيًا، وكان أحد الرواد الذين قدَّموا خطة 4ـ4ـ2 والضغط العالي.
ينسب الفضل إلى ابن الـ60 عامًا في إخراج جيل من المدربين الشباب في الكرة الألمانية أمثال توماس توخيل، يورجن كلوب، جوليان ناجلسمان، ماتياس يايسل وغيرهم، وبات عملاق الكرة الألمانية بايرن ميونيخ ينتظر موافقته لتولي تدريبه، من أجل إصلاح ما أفسده تلاميذه الذين تعاقبوا على تدريب البافاري خلال الأعوام الماضية من ناجلسمان إلى توخيل.