|


دورتموند يعود إلى الحلم دون الجوهرتين هالاند وبيلينجهام

جود بيلينجهام وإدواردو كامافينجا يحتفلان بعد الفوز على البايرن والتأهل الأربعاء إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أمام دورتموند في ويمبلي (رويترز)
ميونيخ ـ الفرنسية 2024.05.09 | 01:06 pm

بعد 11 عامًا من الانتظار، يعود فريق بوروسيا دورتموند الأول لكرة القدم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسمٍ لم يكن تألقه متوقعًا خلال الحقبة التي تلت رحيل النجمين إيرلينج هالاند وجود بيلينجهام عن صفوف خامس الدوري الألماني.
وبين يوليو 2020 ويوليو 2022، شهد بوروسيا دورتموند لعب اثنين من جواهر كرة القدم العالمية الحالية بألوانه، وهما المهاجم النرويجي هالاند، والإنجليزي بيلينجهام، وحلم ببلوغ المجد الأوروبي معهما، أو على الأقل التتويج على الساحة المحلية لوضع حدٍّ لهيمنة بايرن ميونيخ على الدوري.
ومع ذلك، ومع الماستَين هالاند وبيلينجهام اللذين كانا لا يزالان يصقلان موهبتهما في منطقة الرور، لم يصل دورتموند أبدًا إلى الدور نصف النهائي من المسابقة القارية العريقة، وبلغ على الأكثر ربع نهائي 2021، وخرج بخسارتين أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، وحتى الخروج من دور المجموعات 2022.
وفي صيف 2022، توجَّه هالاند إلى إنجلترا للانضمام إلى مانشستر سيتي، والمشاركة في تتويج الـ «سيتيزنس» باللقب القاري في 2023. وبعد 12 شهرًا، وبسعر مرتفع «103 ملايين يورو، إضافة إلى 31 مليون يورو مكافأة»، وقَّع بيلينجهام مع ريال مدريد، الذي سيواجه دورتموند في النهائي.
وفي نهاية المطاف، وخلال الموسم الأول دون نجميه، يحلم دورتموند بالتتويج الأوروبي الثاني له بعد عام 1997.
واحتل الفريق المركز الأول في مجموعةٍ صعبةٍ جدًّا، مع باريس سان جيرمان الفرنسي، وميلان الإيطالي، ونيوكاسل الإنجليزي، ثم أقصى أيندهوفن الهولندي، وأتلتيكو مدريد الإسباني في ثمن وربع النهائي، قبل أن يطيح بسان جيرمان في نصف النهائي، ويعود إلى ويمبلي في 1 يونيو المقبل حيث تجرى المباراة النهائية، كما حدث عام 2013 عندما بلغ النهائي للمرة الثانية، وخسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ.
«واجهت عديدًا من أوجه التشابه قبل العودة إلى نصف النهائي في باريس. هناك واحدةٌ لم نتحدَّث عنها بعد، آخر مرةٍ كنا في ويمبلي، كنا أيضًا متخلِّفين بفارق 25 نقطةً عن متصدر الدوري». هذا ما قاله الألماني الكرواتي إدين ترزيتش، مدرب فريق دورتموند، بعد التأهل.
ويتعلَّق الأمر هنا بمفارقةٍ أخرى لدورتموند، فإذا كان قد تألق في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فإنه واجه أكبر الصعوبات في الدوري الألماني لمواكبة الوتيرة المجنونة التي حققها باير ليفركوزن وبايرن ميونيخ في مرحلة الذهاب، قبل أن ينهار العملاق البافاري بدوره في فبراير الماضي.
ودفاع دورتموند، الذي كان قويًّا بشكلٍ مثيرٍ للإعجاب ضد باريس سان جيرمان، والذي صاحبه نجاحٌ كبيرٌ «أنقذته الخشبات الثلاث لمرماه ست مرات»، ضاعف أخطاءه في الدوري المحلي، ففقط دارمشتات، الذي صعد الموسم الماضي، وهبط الموسم الجاري، وكولن الذي يقترب من مرافقته الى الدرجة الثانية، فشلا في تسجيل أي هدفٍ في الدوري الألماني أمام دورتموند.
وأخيرًا، يأتي هذا التأهل بعد عامٍ من الصدمة القوية التي تعرض لها الفريق في المرحلة الأخيرة من الدوري الموسم الماضي 2022ـ2023 عندما أهدر دورتموند، المتصدر قبلها بفارق نقطتين، فرصةً ذهبيةً للتتويج بلقب «البوندسليجا»، الأول منذ 2012، ووضع حدٍّ لعقدٍ من الهيمنة لبايرن.
فأمام 81365 متفرجًا على ملعب «سيجنال إيدونا بارك»، انتزع بوروسيا تعادلًا بشق الأنفس، وفي الوقت القاتل من ضيفه ماينز «2ـ2»، وهي نتيجةٌ لم تكن كافيةً للتتويج، ففي الوقت نفسه فاز بايرن على مضيفه كولن 2ـ1 بفضل هدفٍ سجَّله جمال موسيالا في الدقيقة 88.
«كنا نود أن نشهد مثل هذه اللحظات في المرحلة الأخيرة من الموسم الماضي. كان المشجعون هناك، وعزُّونا في لحظةٍ صعبةٍ جدًّا .اليوم، تمكَّنا من رد الجميل لهم قليلًا». هذا ما قاله ترزيتش، المعتاد على الجدار الأصفر في دورتموند منذ سن المراهقة.
وأضاف بابتسامةٍ عريضةٍ على وجهه: «سنذهب جميعًا إلى لندن معًا، وسنبذل كل ما في وسعنا لإحضار الكأس ذات الأذنين الطويلتين إلى البيت».