|


سلطان رديف
اليوم خوف.. وغداً نطمئن
2017-03-26

كل الأنظار تتجه نحو لقاء المنتخب السعودي المنتظر مساء الثلاثاء المقبل، على ملعب مدينة الملك عبدالله، الذي يعني الكثير لنا؛ لأنه الخطوة الأولى وموضع القدم نحو بلوغ كأس العالم في روسيا. اليوم علينا أن نشيد باللاعبين والجهاز الفني الذين قدموا جهداً ومستوى مشرفًا في لقاء تايلاند الأخير، نعم.. المنتخب التايلاندي لا يعتبر مقياساً لعطاء منتخبنا، ولكن في ذات الوقت لا يمكن أن نتجاهل المستوى والنتيجة، والنقاط الثلاث التي تعتبر المحفز الأول لمنتخبنا أمام المنتخب العراقي.

 

لقاء منتخبنا الثلاثاء هو من أهم وأصعب اللقاءات؛ لأنه سيقابل منتخباً عندما يخسر فهذا يعني بالنسبة له الخروج النهائي من المنافسة على بطاقة التأهل؛ ما سيجعله يقدم كل ما لديه أمام منتخبنا؛ فليس لديه أنصاف حلول، وخسارته تسهل المهمة أمام بقية المنتخبات، فلن يقابلهم بذات الحظوظ التي يلعب بها أمام المنتخب السعودي؛ لذلك ستكون مبارياته أمام المنتخبين الإماراتي والياباني (تحصيل حاصل) بالنسبة له، ومهمة أسهل بالنسبة لهم.

 

في المقابل منتخبنا لا بد أن يسعى إلى التعامل الأمثل مع المباراة، وأن يسعى إلى النقاط الثلاث التي ستقلب أوراق المجموعة وتعزز صدارته وقوة حضوره في اللقاءات المتبقية، خاصة أن تلك اللقاءات ستكون الأكثر قوة ومنافسة.

 

في كرة القدم، لا يوجد حسابات واضحة، ولا يمكن أن تضمن النتائج، لذلك علينا دائماً أن نخرج من لغة الحسابات ونلعب دائماً من أجل الفوز، مهما كانت الظروف والنتائج، وعلى لاعبي منتخبنا أن يشعروا بالخوف أكثر من الاطمئنان؛ لأن شعور الخوف محفز مهم نحو النجاح؛ فالخائف لا يهدأ حتى يطمئن، ونحن جميعاً لن نطمئن حتى يعلن رسميًّا تأهل منتخبنا لكأس العالم 2018م، ولكننا متفائلون أكثر بروح اللاعبين وعزيمتهم وجديتهم ورغبتهم في الفوز؛ لذلك علينا أن ننسى كل النقاط 13 التي حصلنا عليها، وأن نلعب لقاء العراق على أنه خروج المغلوب؛ فالتعادل أو الهزيمة ـ لا سمح الله ـ يعني الدخول في الكثير من الحسابات المعقدة.

 

الجمهور مطالب بأن يحضر بكامل سعة الملعب؛ فأنتم المحفز الأول للاعبينا داخل الملعب، بل نريد أن تسجلوا حضوراً وتفاعلاً غير مسبوق، وعلى روابط الجمهور في كل الأندية أن تحضر وتتحد في دعم المنتخب السعودي، وأن تساهم في تفعيل دور الجماهير في المدرجات، ولعلنا نعرف أن جمهور جدة يعتبر نموذجاً في التفاعل والحضور، بل محفز بأهازيجه التي لها طابع مميز وتأثير أكبر، وكلنا ثقة بأن مدرجات ملعب الملك عبدالله ستكون زاهية بجمهور الوطن، وسيحققون مع 11 لاعباً داخل أرض الملعب النقاط الثلاث بإذن الله.

 

لا أحب الثقة المفرطة ولا التهاون بالخصم، ولكنني أحب التفاؤل والإيمان بالنجاح وتقديم الجهد بكل إخلاص وتفانٍ، والتوكل على الله الذي ندعوه اليوم بالتوفيق لمنتخبنا، وتذليل كل العقبات أمامه.. والله معاك يا الأخضر.