|


سلطان رديف
#اعتدال
2017-05-28

الاعتدال في كل أمر هو خير، والاعتدال صفة أخلاقية عالية ومنهج إسلامي أصيل، وصفة تحلى بها رسولنا وقدوتنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والاعتدال اليوم هو منجز لوطني فكراً وعملاً أظهر من خلاله الشاب السعودي قوة إرادته وقدرته على صناعة النجاح ليبهر العالم في ثلاثين يوماً، ليصبح مشروعاً فكريًّا عالميًّا أطلقه العالم قبل أيام من العاصمة الرياض؛ ليكون رسالة تحارب العنف والتطرف بكل أشكاله في كل العالم لنصدر للبشرية مفهوماً جديداً من مفاهيم الإسلام فكراً وأخلاقاً عملاً وتعاملاً.. والاعتدال هي تلك الرسالة وذاك المنهج الذي جعله ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قاعدة يقوم عليها برنامج التحول 2020م ورؤية 2030م؛ ليقدم لنا فكراً محلياً وعالمياً يقوم على أساس الاعتدال.

 

ولأننا نكتب في صحيفتنا "الرياضية" التي تمثل اليوم الاعتدال الرياضي في الطرح؛ فعلينا واجب أن نؤكد أهمية ترسيخ منهج الاعتدال في رياضتنا والتي هي في أمس الحاجة إلى مثل هذا المنهج الأصيل؛ فعلى مستوى الإعلام نحن بحاجة إلى طرح إعلامي يقوم على الاعتدال وينبذ التعصب، ويحقق الحياد والمصلحة العامة ويساهم في البناء، وفي الإدارة تحتاج رياضتنا إلى الاعتدال في الإنفاق داخل الأندية واعتدال في إدارة المال لكي لا تزداد ديونها سواء في تعاقداتها مع اللاعبين أو المدربين.. كما أننا في حاجة إلى ترسيخ القانون الرياضي الذي يقوم على منهج الاعتدال في حراكه وأنظمته واعتدال في تطبيقه بالشكل الذي يخدم سيادة القانون.

 

كما علينا أن نركز اليوم في نشر الرياضة المجتمعية والترفيهية التي تمثل اعتدالاً للمجتمع في فكره وصحته وحياته؛ فهي تخفف الضغوط وترويح للنفس وصحة للبدن واستثمار للوقت والمال والجهد، ينعكس بشكل إيجابي على الفرد.

 

كما أن الجمهور الرياضي عليه اليوم أن يعرف منهج الاعتدال في تشجيعه ومحبته لناديه واعتدال في التنافس داخل الملعب وخارجه دون إفراط يخرج الرياضة عن إطارها الأخلاقي.. كما أن اللاعب السعودي اليوم بحاجة إلى تطبيق منهج الاعتدال في فهمه للاحتراف وتعامله مع نفسه أولاً وناديه وجمهوره ومجتمعه. 

 

إن الرياضة في شكلها ومضمونها وفكرها ومبادئها تقوم على أساس الاعتدال؛ فالإفراط فيها يعني الخروج عن قوانين اللعبة وأسسها ومفاهيمها وأهدافها.

 

علينا أن نفهم أن رسالة الاعتدال ليست مركزاً لمحاربة التطرف فقط، بل هي رؤية وطن ومنهج عمل وصفة أخلاقية وسمة فكرية وسلوك بشري يحصن المجتمعات من العبث ويحمي الاقتصاد من الهدر، ويعزز معاني النجاح ويحمي الأجيال لمستقبل أكثر إشراقاً.

 

في الختام لا بد اليوم أن نتقدم بالشكر والتقدير لكل من شارك من شباب هذا الوطن في تشييد وإنشاء المركز العالمي لمحاربة التطرف "اعتدال"، والشكر لملهم الشباب الأمير محمد بن سلمان الذي فجر لنا طاقات شبابنا لينثروا إبداعهم ويصل للعالم أجمع.