|


أحمد المطرودي
الإعلام المجنون
2011-09-27
تذكرني بعض آراء الإعلاميين المنتمين للوسط الرياضي بذلك الزوج المعتوه الذي طلق زوجته العالقة في السلم إن هي نزلت أو صعدت، فهو يرى أن خروجه عبر وسيلة إعلامية يعني ممارسة النقد السلبي المخالف القائم على الظنون والأوهام التي لا توجد إلا في عقليته فقط، تخيلوا أحدهم يتهم المدرب جيرتس بالتحايل والنصب في إشهار إسلامه حتى يتم عملية الزواج، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاتب أحد الصحابة الذي قتل أحد المشركين رغم أنه نطق بالشهادتين، وقد برر فعلته بأنه أسلم خوفاً من القتل، فرد عليه الرسول بقوله: "وهل شققت عن قلبه". إن من أكبر المصائب التي تواجهنا في حياتنا تلك النوعية التي تقيّم الناس حسب أهوائهم وتربيتهم ونفسياتهم المريضة، فما هي الفائدة إذا كان الإنسان قد تربى على الأخلاق الفاضلة والنزاهة وحب الخير للآخرين إذا كانت تصرفاته ستمر من خلال حكم مرضي يقوم على الشكوك والظنون، وإن كانت سلوكياته تعكس هذه النظرة السلبية هناك من يترجم احترامك له بالخوف أو الرجاء والمصلحة فتأتي تصرفاته مخالفة للواقع، أحدهم اتهم المسؤولين بمحاباة الهلال بإخراج نواف العابد من المنتخب الأولمبي والإبقاء على سعود حمود حتى يتعرض للإصابة ولو كان العكس لقال إن لاعبي النصر محرومون من المنتخب، ولاعبو الهلال يبقون فيه، ورغم اعتراف حسين عبدالغني إلا أن أحدهم قاتل لإقناع الناس بصورة واضحة لشخص لا يمكن استغراب مثل هذه التصرفات منه، حيث تعددت الحالات والأشخاص وبقي عبدالغني ثابتاً، وبالمناسبة إن الدفاع عن أخلاقيات عبدالغني مطلوب لكن ليس بتكذيب تصرفات واضحة، ولكن لو قال هذا الشخص إن أخلاقيات (أبو عمر) لا تمثلها هذه التصرفات الانفعالية لأمكنه إقناع الناس؛ لأن الانفعال قد لا يعبر عن أخلاقيات الإنسان، ولهذا أوصى الرسول رجلاً عدة مرات بعدم الغضب، وأنصح عبدالغني بتطبيق المثل (صبري على نفسي ولا صبر الناس علي) لذا عليه تحمل أي استفزاز وكان الله في عون المسؤولين في تحمل هذه العقليات التي تتحول وتتبدل حسب المطلوب، بل ان إجاباتهم تكون مفصلة على رغبة المحاور أو المذيع، وفي قصة التعاون والوحدة مثال لتقلبات الآراء وتبدلها حسب الحاجة وما يسير عليه التيار، لقد خرج نقاد كثيرون متهمين الاتحاد السعودي بالضعف وعدم القدرة على إيقاف هذه المهازل، وطالب آخر بالضرب بيد من حديد، وثالث طالب بشطب الناديين من الوجود، وعندما صدر القرار انقلبوا على أعقابهم وراحوا يدافعون عن الوحدة المظلومة ورئيسهم المسكين المريض في المستشفى وأبناء مكة المعروفين بنزاهتهم وأن التأخير كان بسبب الحرص على أداء الصلاة، ومن الغرائب أن الإمام أطال في الركوع والسجود حتى جاء موعد المباراة، إنني شخصياً أرى أن وجود أشخاص غايتهم فقط الظهور دون خجل أو خوف من الله وتبديد الآراء هنا وهناك ستكون عواقبه سلبية على مجتمعنا، فالإعلام يستضيف هذه النوعية من أجل أن ينير عقول المشاهدين، لكن الحقيقة تقول إنه هو من يستحق أن ينير له المشاهدون طريقه، ويا مغسل الموتى من يغسلك.