|


عبدالرحمن مشبب
فتوى تركي
2011-08-09
حينما استرجع ذكريات رمضان قبل أكثر من عشرين سنة في جنوب المملكة (أبها) وأيامه ولياليه الجميلة أتساءل لماذا أشعر بالحنين لتلك الأيام والليالي؟.. أعتقد أن الأجيال التي سبقتني تشعر بنفس الحنين، لا أدري ربما للمرحلة العمرية دور في ذلك لكني فعلاً اشتقت لصوت مدفع رمضان الذي كان يطرب أسماعنا في لحظة سكون وانتظار فرحاً بالإفطار، دائماً ما يكون لشهر رمضان بالذات قصص ومواقف لا ينساها أيّ شخص وبالنسبة لي لن أنسى أول سفر لي إلى مدينة الرياض وعمري لا يتجاوز 11 سنة، فتخيل حينما تأتي من جنوب المملكة في الأجواء الباردة إلى الرياض في شهر رمضان والحرارة تتجاوز الأربعينات، لم يتمالك تركي ابن خالتي -المستقر في مدينة الرياض- نفسه من الضحك وهو يتلقى سؤالي في اليوم الأول من وصولي عن كيفية صيامهم في هذا الحر ولم يتأخر الجواب عن 24 ساعة، حيث لم أتمالك نفسي من العطش فقررت أن أروي ظمئي بالماء وقت الظهيرة بعد فتوى منه، وما زال يذكرني بهذا الموقف كلما التقينا في شهر رمضان بالرغم أنه شاركني في الشرب تشجيعا لي، وبمناسبة الحديث عن الماضي تذكرت معسكرات الأندية الإعدادية حالياً للموسم المقبل واستغربت أن تمسك بعض الأندية بالفكر القديم بجلب أكثر من لاعب أجنبي لينضم إلى المعسكر، ويتم تجربته من خلال تدريبين أو ثلاثة وحتى مباراة ودية، كما فعل نادي الأنصار الذي قام بتجرية أكثر من لاعب وكذلك الرائد للبحث عن بديل للمغربي صلاح الدين عقال بعد رحيله، أعتقد أنه ولى زمن التجربة والحكم على لاعب يخوض أكثر من 30 مباراة في الموسم من خلال تجربة أسبوع أو مباراة ودية خاصة بعد أن يتم التأكد من تجاوزه الفحص الطبي وهو المهم أما غيره فلا أعتقد أننا في هذا الزمن لا نستطيع أن يكون لدينا خلفية عن مستوى أيّ لاعب إلى آخر مباراة خاضها.

مستقبل الأطفال
دائماً ما يجذبنا الماضي أكثر من المستقبل ونحن نعيش الحاضر في الأجواء الرمضانية بما فيه من تخمة وسائل الإعلام المتعددة والسباق نحو إشباع رغبات المشاهد والمستمع ولكن كيف سيكون الحال بعد أكثر من ثلاثين سنة؟.. وهل سيذكر الأطفال هذه الأيام في زمنهم ويعتبرونها من الماضي الجميل؟.

مقطع مؤثر
لا أعتقد أن هناك شخصاً لم يشاهد مقطع الفيديو الذي تم تناقله عبر مواقع الإنترنت لطفلين من الصومال ينازعان الموت جوعاً وعطشاً وغيرهما آلاف من الأطفال الصوماليين، لا شك أن من لم تنزل له دمعة فقلبه يتألم لوضعهم، ولكن لدينا الفرصة بالصدقة عبر القنوات الرسمية فهل أحد منا لا يريد محبة الله أو دفع البلاء أو شفاء قريب أو صديق له أو جلب الرزق، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).