|


علي الشريف
نصراويون .. أبهاويون!
2008-12-15
لا توجد مناطق وسطى للهزيمة، أو هكذا أقرأ وأرى في كافة أندية العالم، أي أن الأمر مرتبط بعاطفة المشجع أو من يميل لهذا النادي أو ذاك، وخسارة واحدة تهز عرش الإدارة، وتعصف بكافة جهودها حتى لو كانت قدمت عملاً جيداً خلال فترة طويلة.
ـ فالنصر مثلاً، وفق ما أرى لم يصل بعد إلى درجة التصدعات تلك التي أشعرنا بها الإعلام مؤخراً، فالأمر لا يتجاوز ثلاث خسائر متتالية، مقابل عمل جيد أثمر عن بطولة في الموسم الماضي، وخروج من نهائي خليجي في هذا الموسم ومزاحمة لفرق المقدمة في دوري المحترفين حتى الآن، في ظل وجود عناصر للفريق الأول أقل عدداً وعدة من أقرانها في أندية أخرى لم تزاحم فرقها مقدمة دوري المحترفين مثلاً، وقد يكون ذلك ما خذل رادان، وأقصد النقص العددي أو عدم وجود بديل جاهز يكفي (للنصر).
ـ الأمر الآخر أن وضع الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر منذ تسع سنوات مضت لم يثبت على حال، وبالتالي وضعه الإداري، فالشرفي، فالمالي، وكل ذلك آتت ثمارها على النصر، حتى بلغ الموسم المنصرم رتبة بطل كأس، في طريق عودة أشبه بالوعر، ثم جاهد هذا الموسم ومنذ مطلعه فرقاً كبيرة، وتقدم، وحاول أن يكون وكان ثالثاً كأعلى تقدير، ثم طرفاً في نهائي، ثم خسر لفارق العناصر وفارق كون الأهلي تمرس على خوض نهائيات أكثر في المواسم الأخيرة.
ـ ما يعني أن ريال مدريد مثلا أقصى شوستر وأحضر راموس، ومع ذلك يقبع في الرتبة السادسة وبست وعشرين نقطة مبتعداً عن برشلونة باثنتي عشرة نقطة حتى كتابة هذا المقال، وهو الذي هزم البرشا في الدوري السابق مرتين ذهاباً وإياباً بهدف دون مقابل وأربعة أهداف لهدف في الجولة الأخرى، ولا يعني ذلك أن إدارة النادي الملكي سيئة أو لا تنتج ولكنها تعتقد أنها في المسار الصحيح نحو ريال أكثر جودة، وإذا ما قست الوضع على النصر أو قربت الصورة (ذهنياً) للمشجع النصراوي البسيط، بل وللإعلام، ستجد أن إدارة النصر سلكت مسلكاً صحيحاً حتى اللحظة وفق الواقع وما تحقق، ووفق بناء فريق جيد، ووفق اختيار عناصر موفق وليس مشكلتها أنها لم توظف بالشكل الصحيح أو أن الفريق في منتصف بنائه وتكوينه وتشكيله كي يتوافق مع المستقبل، ولا أعتقد أن إلتون مثلاً ينعته أي ناقد بعدم الجودة أو بكونه صفقة غير مربحة، ولا حتى رزاق فهو في منتخب بلاده متمكن جداً، أو إيدير المدافع الذي يقاتل بضراوة، إذاً هي كإدارة أوجدت (tools) أو أدوات جيدة ولكنها لا تلعب بمفردها أمام منافسين يعملون أيضا، ويحلمون أيضا، ولا يعانون أزمات متصلة كما حدث للنصر في وقت مضى، وهذا عطله وأثر عليه نسبياً.
ـ وقد لا أتفق مع إدارة النصر في قرار توقيت إقالة رادان، ولا إحلال ادجار البرازيلي بديلاً عنه، وأترك مسألة التقييم الفني لمن هم مختصون في هذا الشأن، كونهم يذهبون إلى كون الاثنين رادان وادجار
لا يصلحان للنصر، فالأول بلا خط وسط ضارب، والثاني بلا تكتيك جيد، ولكن لا علاقة لي بذلك، فما أود الإفضاء إليه أن النصر الفريق من وجهة نظري ليس بذلك السوء، وليس من مصلحة الكرة السعودية أن تكرس عقدة الانهيار، ولا عقدة الهزائم المتكررة، ولا عقد أخرى يأتي بها التعصب أو الميول لهذا أو ذاك من الأندية.
ـ ثم إن الإدارة (ولست على علاقة مع أحد أطرافها)، أقول إنها حتى اللحظة أنتجت، وعملت، وأفرحت المدرج النصراوي، وصرفت أموالاً، وكرمت لاعبين، وتعاقدت مع آخرين، وبالتالي من الظلم والإجحاف أن نقول إنها هبطت بالنصر، وأردته قتيلاً.. لن أزيد.
ـ وفي ذات السياق أعتقد أن إدارة نادي أبها تعمل بمفردها وسط حقول ألغام لا تريد (عبدالوهاب) ولكنها تريد النادي خالياً منه، وبالتالي جاءت مثل هذه التصدعات التي لا تخدم أبها ولا المنطقة ولا الرياضة هناك وبمثل هذا النادي (القدوة) لأندية تحاول أن تصعد، فيما أبها النادي فريق متمكن يستطيع الصمود وأن يكون أحسن من غيره في سلم الترتيب، ولكن بمثل هذه الفوضى لا أعتقد، وليكن هؤلاء على خلاف مع عبدالوهاب ولكن ليس على خلاف مع النادي وبشكل يعصف به عصفاً كما نشاهد الآن.. ادعموه ثم حاسبوه.. هكذا (أبهى).. إلى اللقاء.