|


مصطفى الآغا
عصافير عمان
2009-01-18
كأس الخليج انتهت واسم البطل عرفناه وهو بلا أي نقاش الذي يستحق اللقب الأول في تاريخه وأقصد الأحمر العماني الذي ضرب كل العصافير وليس اثنين بحجر واحد.. فهم حملوا اللقب لأول مرة في تاريخهم.. وهم حققوا أول انتصار خليجي على العملاق السعودي.. وهم توجوا انتظارا طال 35 سنة.. وهم أفرحوا شعبهم وتوجوا جهد بلدهم ومدربهم وكسروا العقدة التي كانت أزلية بأنهم منتخب بلا لقب ولا خبرة كؤوس.
كل هذه العصافير ضربوها بحجر واحد ولكن ما أصعب هذا الحجر.
لأول مرة لا أرى خاسرا في النهائي ولأول مرة في حياتي أرى نهائيا بين منتخبين لم تهتز شباكهما حتى نهاية المباراة الختامية.. فرسميا لا شباك علي الحبسي ولا شباك وليد عبدالله اهتزت في البطولة بل بقيت عذراء لأن ضربات الأعصاب الترجيحية هي خارج كل الحسابات الرسمية.. كل المراقبين والمحللين قالوا إن المباراة النهائية ستكون صعبة على طرفيها ولكن كل العمانيين قالوا إن اللقب لا يحمل جواز سفر وهو باق في عمان، وفعلا ذلك ما حدث.
بصراحة عمان تستحق اللقب فالمنتخب العماني فعل كل شيء في شوطي المباراة الأصليين فهاجم ودافع وراوغ وانتشر وسيطر على الكرة وفرض أسلوبه على منافسه الأخضر وسدد من قريب ومن بعيد فأصاب أخشاب وليد عبدالله مرتين ومع هذا لم يهزها.. وكان التسرع هو عيبه الوحيد.
ورغم قناعتي أن النتيجة واللقب لا يتم حسابهما لصالح من سيطر وهيمن وسدد ولكن لصالح من سجل.. إلا أن الهيمنة شبه المطلقة للمنتخب العماني على شوطي المباراة الأصليين هي التي أدهشتني حقيقة لأني توقعت أن يكون المنتخب السعودي أكثر خطورة وتسديدا وتهديدا لمرمى الحبسي الذي بقي شبه متفرج طوال التسعين دقيقة.