|


ناقــد
فارس عوض هل هو الوجه الآخر لشعبان عبدالرحيم؟
2011-05-17
من بين الأمور التي أفسدت (الكورة) ومنافساتها هو تردي الذائقة والهوس المصطنع، أما عن الذائقة المتردية فإننا نستطيع تحديد ذلك في نوعية التعليق والمعلقين الذين باتوا كما يروج لهم (مطلباً جماهيرياً)، فمن يستمع مثلاً للإماراتي فارس عوض على أنه معلق يمكن له أن ينجح إذا عدل عيوبه، وطور أداءه وأدواته، فهذا أمر ممكن، أما أن يكون فارس التعليق فهذه كارثة.
والأدهى والأمر أن يحاول آخرون عبر وسائل عدة إقناعنا بأنه يمكن اعتباره فلتة وظاهرة في الوقت الذي لا يملك فيه هذا المعلق سوى لزمات يمهد لها حتى باتت عنده أهم من وصف أو التعليق على المباراة، وهكذا جرّ معه عدداً من المعلقين الذين باتوا يتبارون في تكرار لزمات وعبارات معدة سلفاً، ويظهرون تفاعلاً مصطنعاً، وأنفاساً متقطعة، ولا فرق فيما إذا كانت المباراة تجمع برشلونة والريال، أو عجمان والظفرة، المهم أن تمنحهم فرصة التئتئة والبحث عن الجماهير عبر توزيع الألقاب على اللاعبين والفرق بشكل لم نعد نفرق فيه بينهم لقوة أو تطابق الشبه، وكأنهم أغاني طيب الذكر الذي أخفته ثورة المصريين شعبان عبدالرحيم، أو أنه يعد عملاً لتمجيدها لا فرق أيضاً، فبقدر ما هو من المؤسف أن يكون مثل هؤلاء المعلقون متحكمين في ذائقتنا ومفروضين علينا فمن العار أن ينتظر ثوار مصر دعمهم عبر أغنية من أغاني شعبان، المعلقون الذين يمكن أن يسمع لهم مثل عصام الشوالي أو الطيب أو نقشبندي وقبلهم كان علي داود وأيمن جادة ويوسف سيف لن يستطيعوا مقاومة هذا المد (العوضي) الذي يحاول دعمه منتفعون وأصحاب غايات غير معروفة، أما من يقلدونه أو يشابهونه فإنهم لابد أن يعلموا أن المدرسة البليدة لا يمكن أن تنجب الأذكياء النجباء، بل (لم ينجح أحد) وبالتالي عليهم النفاذ بجلدهم والبحث عن تأهيلهم من منطقة الصفر.
أما الأمر الثاني الذي يفسد (الكورة) ومنافساتها فهو الهوس المصطنع الذي نشاهده في المطارات والملاعب فسأطرحه على بساط النقد في الغد.. بإذن الله.