|


بدر السعيد
هل يكون التعاون بطلا للدوري؟!
2021-04-17
في الـ 28 من فبراير الماضي كتبت في هذا المسار مقالًا بعنوان: “المنعطف الأصعب” وقد نقلت من خلاله الصورة المتوقعة لمنافساتنا المحلية، وتحديدًا دوري المحترفين السعودي، الذي قد يجمع الغالبية على كونه منافسة “استثنائية” بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ وتبعات وتغيّرات في الشكل والمضمون.
كما حاولت في سياق ذلك المقال أن أضع المتابع أمام تحضير ذهني “استباقي” لنتائج مسابقات الدوري المحلي لدينا، الذي أحاطت به الكثير من العقبات قبل وأثناء انطلاقته، وحتى أكون أكثر دقة ومصداقية فالحال ليس خاصًا بنا، فنحن جزء من كل ذلك العالم الكبير الذي أثّرت فيه آثار “فيروس كورونا” في كل الاتجاهات!
وها نحن اليوم نصل إلى المحطة الـ 26 من السباق نحو لقب الدوري، الذي لم يكن أحد ليتصور شكله الحالي في سلم الترتيب سواء في المقدمة أو المنتصف أو حتى قاع الترتيب وصراع الهبوط، ولن يستطيع أحد أن يتصور شكله النهائي حتى الآن. حتى التوقعات باتت تفشل كثيرًا أمام المعطيات السابقة والأحكام التي بنيناها مسبقًا لبعض النتائج التي اعتقدنا أنها محسومة في اتجاه وإذ بها تنقلب لتضعنا أمام حقيقة فرضت نفسها، ساهم فيها ارتفاع مستوى بعض فرق الوسط وانخفاض مستويات الفرق المرشحة للقب الدوري.
لنعد معًا بالذاكرة القريبة حين كان الجميع يترقب نهاية الدور الأول في ترتيب كان الهلال المؤهل الأول لحسمه وبسهولة، ثم انظر كيف تغيّرت الأمور لتضع الأهلي قاب قوسين أو أدنى من اللقب، ثم أقبل الشباب بشخصية البطل ليتصدر، ثم ارجع قليلًا إلى الاتحاد والتعاون اللذين كانا بعيدين عن المنافسة وإذ بهما يقفان بفاصل بسيط عن عتبات التتويج، ثم شاهد الرائد والقادسية اللذين انتقلا بين المقدمة وأسفل الترتيب ليعودا مجددًا إلى مناطق الدفء وسط نتائج غريبة لم تكن في حسبان المراقبين إطلاقًا بعد أن أحبطت معظم توقعاتهم وتنبؤاتهم، فالخسائر التي نالتها الفرق الكبيرة لم تكن من أمام المنافسين بل الهاربين من الهبوط، وقس على ذلك ما شئت من النتائج المخالفة للتوقعات.
بقي أن أقول إن كل ما حصل هو مؤشر إيجابي في عالم المنافسات ولم يحسم في دورينا أي شيء بعد، حتى اللقب ليس حصرًا على ثلاثي المقدمة فالحسابات الرقمية تقول إن التعاون بإمكانه الحصول على لقب الدوري.. لمَ لا؟!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..