|


بدر السعيد
دروس الموسم «3 من 3»!
2021-06-26
وها نحن نعود مجددًا لاستكمال السلسلة القصيرة من مقالات “دروس الموسم” في جزئها الثالث، بعد أن طرحت خلال المقالين السابقين عددًا من المواضيع، منها تأثير تبعات “جائحة كوونا” على المشهد الكروي، والتأثير الإيجابي للعنصر الأجنبي في ملاعبنا، والتحكيم المحلي المتراجع، ثم مررنا بإيجابيات سياسات وزارة الرياضة وإضافاتها الإيجابية في أنظمة الحوكمة وصولًا إلى قوانين الكفاءة المالية، وتطرقنا كذلك إلى حجم الرعايات والتسويق في أنديتنا، قبل أن أختم بسلبيات الإعلام الرياضي المتكررة موسمًا بعد آخر!
واليوم سأتوقف معكم عبر مسارنا التاسع عند مفردة كبيرة في معانيها هي “المشروع” وكيف كان تعاملنا معها طوال المواسم الماضية وحتى الموسم الأخير المنصرم، تلك المفردة غابت عن مشهدنا كتطبيق فعلي وحضرت للأسف للتندر تارة وإسكات الجماهير تارة أخرى، تلك المفردة الغائبة ستظل أحد أهم أسباب التراجع الفني في نتائج أنديتنا بشكل عام وفرق كرة القدم على وجه التحديد، إذ إن معظم أصحاب القرار هناك لا يزالون يتعاملون وفق ما تحتاجه المرحلة القصيرة القادمة، وقد انسحب هذا الأمر على كثير من قراراتهم إن لم يكن كلها للأسف!
وحين أقول إنها تغيب فأنا وأنتم نملك الدليل الواقعي على ذلك، ونحن نشاهد أسلوب اختيار العناصر الفنية على مستوى الطواقم التدريبية أو اللاعبين فنجد العثرات تتوالى تباعًا وتجر معها قرارات التصفية والاستغناء عن المدراء الفنيين وطواقمهم في مشهد سئمنا تكراره منذ سنين ولا نزال نعاني من تبعاته الفنية والمالية والسلوكية على حدّ سواء. وحتى نكون أكثر منطقية في تعليقنا فإن الخطأ قد لا يكون بسبب سوء الاختيار وضعف العنصر الفني بل سوء التعامل أو عدم التوافق أو السبب الأكثر تأثيرًا وهو غياب الرؤية البعيدة والتخطيط لموسمين أو ثلاثة على أقل تقدير!
بقي أن أقول إنه وبالرغم من كل تلك السلبيات إلا أننا حظينا بموسم كروي مثير ومشوق حتى آخر ثوانيه.. موسم تقاربت فيه المستويات بدرجة أكبر قياسًا بالمواسم الماضية وهو مؤشر لا يمكن الحكم على استمراريته من عدمها عطفًا على ظروف الموسم الماضي.. والحق يقال أن ذلك التقارب صنع لنا منافسات مثيرة أجبرتنا على متابعة معظم المباريات وخيبت ظن التوقعات النمطية المسبقة لنتائج الفرق بلا استثناء.. والجميل أكثر أن كل تلك الإثارة لم تقتصر على المنعطفات الأخيرة وجولات الحسم بل بدأت منذ انطلاقة الموسم وانتهت مع آخر صافرة.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..