|


بدر السعيد
الطائر الذي عزز صورتكم الذهنية
2021-07-03
حين أحكم “تويتر” قبضته على المشهد أصبح المنصة الأولى للظهور والتعبير عن الفكرة والاتجاهات، واتسعت دائرة تأثيره وانتشاره حتى أصبح وسيلة كاشفة للعقليات والتوجهات والمخزون العقلي للكثيرين، وقد كتبت يومًا: “غرّد وسأكتشف ميولك”.
وقد كنت أعني ذلك حرفيًا، باعتبار أن التغريدة باتت أحد أشكال تقديم الرأي والمعلومة والحالة الفكرية التي تكتنزها عقليات المغردين، وذلك أمر لا يصعب شرحه وقبوله كمفهوم ثابت مهما تغيرت الظروف المحيطة، والأمر ذاته ينطبق على المنظمات بكافة أشكالها وصورها واتجاهاتها الفكرية والثقافية والدينية والسياسية والرياضية والاجتماعية ونحوها.
وفي مجالنا الرياضي المحلي أخذت حسابات الأندية موقعها في التأثير كنتيجة طبيعية لرغبة الأندية في تسجيل وجودها في ذلك العالم من التواصل الاجتماعي الهائل في شكله ومضمونه، وأظهرت لنا مخزونها الفكري على هيئة تغريدات عبر حساباتها الرسمية. ومع تلك الحسابات أدركنا جميعًا هوية العقول التي تدير الأندية والفروقات الكبيرة الظاهرة بين أنديتنا ممثلة في إداراتها ومراكزها الإعلامية التي تقود محتوى “التغريدة” وتوجهاتها!!
وعلى الرغم من اختلاف أسلوب تقديم الرأي إلا أن المحتوى في “تويتر” لم يكن صادمًا أو مغايرًا عن الصورة الذهنية المرسومة مسبقًا عن تلك الكيانات، بل جاءت لتعزز وترسخ تلك الصورة سلبًا وإيجابًا. والحديث هنا عن كل تفاصيل ومحتوى التغريدات ابتداءً بالمفردات مرورًا بالصور والمقاطع وانتهاءً بالتوقيت.
والحديث أعلاه لا يعني التذمر من واقعنا ولا يختص بمركز إعلامي بحد ذاته، بل هو الحديث عن العموم فالعموم ينطبق عليهم ما قلت والعموم يمثلون أنفسهم قبل أن يمثلوا مجتمعنا السعودي بكل امتيازاته وخصوصيته وتوجهاته. وحتى نكون أكثر دقة ومكاشفة فإن الأمر يمتد كذلك إلى ما يقدمه نجوم الأندية وكل من يمثلها إداريًا وفنيًا وغيرها فهي تمثل تلك الأندية، فالسكوت على محتواها يعبّر عن حالة الرضا عنها بلا شك.
أصدقكم القول أني ممتن جدًا لذلك الطائر الأزرق الصغير، فقد جاء ليظهر الفارق الفكري الكبير بين المتنافسين وما يملكونه من منطق وحسن تعامل ولغة تعبير واتجاه في الرأي. شكرًا لذلك الطائر الصغير فقد أكد لنا تلك الصورة الذهنية التي رسمناها عبر الزمن عن مختلف الكيانات الرياضية لدينا.
كتبت ما كتبت بعد أن هدأت عواصف الموسم أملًا في أن يحظى موسمنا القادم باستمرارية التطور الذي نشهده على المستوى الفكري قبل الفني، أما نوعية “أبو طبيع” فتلك فئة لن تتغير إلا أن يشاء الله.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.