|


بدر السعيد
«يورو» الجودة.. و«كوبا» العواطف
2021-07-10
في السادس من يونيو من العام 2016 كتبت في هذه “الوردية” العريقة مقالًا بعنوان “دروس مجانية في قاعات دولية”، بالتزامن مع انطلاق منافسات بطولة الأمم الأوروبية “اليورو” ومنافسات بطولة أمريكا الجنوبية “كوبا أمريكا” آنذاك..
واليوم يُعيد الزمن نفسه لتجتمع البطولتان في ذات التوقيت بعد موجات شد وجذب كانت فيها “جائحة كورونا” سيدة الموقف، لتحضر البطولتان هذه المرة كبلسم شفاء لعشاق الكرة حول العالم بعد موسم “كورونا” العصيب بكل تبعاته وسلبياته، لتشكلان متعة صيفية طال انتظارها ولا حصر للأسباب.
هذه المرة اقتصر التشابه بين “اليوو” و”الكوبا” في عنصر التوقيت ليس إلا، حيث ظهرت الفروقات بين البطولتين بشكل واضح، ولا يدع مجالًا للشك إذا كان الحديث عن الجودة في الأداء والمتعة الفنية والحضور الجماهيري ونوعية الملاعب والنقل التلفزيوني وغيرها من عناصر الجذب التي صنعها الأوروبيون بكل إتقان ليسحبوا البساط كليًا عن أمم أمريكا اللاتينية “الجنوبية” بكل ما لها من تاريخ وأسماء وإرث.. هذه المرة ازداد الفارق الفني اتساعًا بين القارتين ومثله الفارق المهني.. فعلى الصعيد الفني ظهرت الفروقات واضحة بين نجوم ومدربي ومنتخبات أوروبا بشكل يضاهي جودة المونديال، بينما ظهرت “الكوبا أمريكا” على النقيض تمامًا من ذلك.
والمتابع البسيط لأحداث البطولتين سيلحظ ذلك الفارق الكبير الذي أعنيه، ويتفق معي فيه معظم النقاد والمتابعين والجماهير، إذ تمسكت أوروبا بجودة أداء منتخباتها وقوة بطولتها منذ مرحلة المجموعات، بينما كانت “الكوبا” باهتة منذ مرحلة المجموعات التي اعتمدت على الكم في المباريات بعيدًا عن الكيفية التي ضمنت تأهل ثمانية منتخبات من الدور الأول مقابل خروج منتخبين فقط!
أما الباحث عن أسباب ذلك الفارق الكبير فلن يجد صعوبة في معرفة ذلك من خلال العمل الدؤوب الذي تقدمه دول أوروبا بشكل تصاعدي على مستوى اتحادها القاري، واتحاداتها الوطنية التي ترعى أقوى دوريات العالم، وتحتضن أقوى النجوم، وتتعامل مع أفضل المنتجين، وتوقع مع حيتان السوق العالمي في تسويقها.
واليوم ونحن على عتبات ختام البطولتين، احتفظت ذاكرتي بالعديد من الأحداث والإثارة الأوروبية ومتعة الكرة.. بينما لم تحتفظ في “الكوبا” إلا بذلك الصراع “العاطفي” المتوقف عند رغبة البعض في حصول ميسي على الكأس أو استمرار تاريخه بلا بطولة دولية مع منتخب التانجو.. وهنا يظهر الفرق بين الجودة والعاطفة!.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..