|


بدر السعيد
خطوات وخفقات..!
2021-07-24
كنت كغيري من المتلهفين شوقًا وترقبًا لانطلاق العرس الرياضي الكبير، والتجمع الأكبر والقيمة الأعلى في قواميس الرياضة والرياضيين.. يحضر الأولمبياد فيتجدد مع حضوره كل لحظات الهيام في ميادين الرياضة ومساراتها بين بحر ويابسة بين مسبح ومضمار بين ملعب وصالة بين حلبة وبساط.. يحضر الأولمبياد فيتجدد العنوان الكبير “الأعلى والأقوى والأسرع”، وهو التعريف النمطي التقليدي لمنافسات دورات الألعاب الأولمبية منذ انطلاقتها.
وبينما كنت سارحًا مع لقاطات حفل افتتاح أولمبياد “طوكيو 2020”، توقفت طواعية عند لقطات دخول الوفود المشاركة أو ما يعرف بـ”طوابير العرض”، وتحديدًا عند أفراد الوفد السعودي الذين يمثلون بلادهم هذا المحفل من لاعبين وأطقم مساندة.. وكالعادة في كل مرة أشاهد فيها دخول الوفد السعودي في أي دورة أو بطولة تعود بي ذاكرتي إلى صيف 1999، حيث كنت ضمن الأفراد الذين تم اختيارهم لتمثيل الوطن في حفل افتتاح دورة الألعاب العربية في العاصمة الأردنية عمّان.
لم تكن الدورة العربية هي المرة الأولى التي أشارك فيها في بطولة رياضية، لكنها كانت المرة الأولى التي تشرفت فيها بالوقوف خلف بيرق التوحيد بكل فخر واعتزاز، في لحظة أعجز أن أصفها لكم ببضع كلمات أو حتى مقالات متعددة، ولا يدرك كلامي هذا إلا من عاش حياته في خدمة الرياضة لاعبًا أو إداريًا أو فنيًا، فكيف بمن عاشها في كل مراحلها وصورها.
لا يسعني أن أوصل لكم ذلك الكم الهائل من الزهو الذي ملأ صدري ووجداني في كل مرة تشرفت فيها بالوقوف خلف علم المملكة العربية السعودية، بكل ما يحمله ذلك الخفاق الأخضر من شموخ وعزة ومكانة ومعانٍ عظيمة.. وبكل ما يحمله التمثيل من مفاهيم وأبعاد لا حصر لها.
في كل مرة استرجع ذلك الشعور أقف طويلًا عند لحظات تفوق كل ذلك.. ثم أسألكم.. إذا كان هذا شعور الواقف خلف علم بلاده ضمن مسيرة الوفود المشاركة فكيف سيكون شعور أولئك الأبطال الذين كانوا سببًا في رفع أعلام أوطانهم عند لحظات التتويج؟ كيف هو شعورهم وهم يعرفون أنهم سبب مباشر في ارتفاع بيارق أوطانهم عاليًا مصحوبة بأناشيدهم الوطنية الرسمية؟!
لذا فلا غرابة ولا عجب من تلك الأعين الغارقة بالدموع، والملامح المنصهرة بالعبرات، حين يختلط الفرح بالفخر والعزة وأنت تشاهد مجهودك وتعبك يترجم إلى رفعة وطنك في مشهد يتكرر كثيرًا ولا تتوقف عنده إلا القلوب والعقول بعيدة النظر..!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..