|


عيد الثقيل
المناكفات ومستقبل الأخضر
2023-09-15
من الطبيعي أن يخسر المنتخب السعودي مباراتين وديتين في معسكره الإعدادي هذا، ومن الطبيعي أن يظهر بهذا المستوى غير المرضي في أول مهمة للمدرب الجديد الإيطالي مانشيني، ولكن من المؤسف التعاطي الجماهيري للجمهور السعودي ولن أقول عشاق الأخضر وأنصاره، لأنهم أنصار أندية وعشاق ألوانها. فما شاهدناه بعد المباراتين أمر مؤسف في تصيد أخطاء اللاعبين الذين لا ينتمون لأنديتهم وظهر ذلك جليًا وبشكل فاضح بين جمهوري الهلال والنصر.
لست ضد التعصب الحاصل للأندية والمناكفات الجماهيرية التي تطغى على المشهد دائمًا ولو لم أتفق معها، ولكن أن يقع المنتخب السعودي ولاعبوه ومدربه ومسؤولوه ضحية لهذا الصراع، فذلك أمر غير مقبول ولا يرتضيه عاقل.
كيف يحدث ذلك ونحن في مرحلة نمني فيها النفس بإنجازات سعودية تعود على المستوى القاري.
وتحديدًا لزعامة الكرة الآسيوية التي غابت عنا طويلًا منذ آخر مرة لامسنا فيها الذهب عام 96 خاصة بعد المستوى اللافت والتطور الكبير في مستوى الأخضر خلال التصفيات الآسيوية للمونديال السابق وتصدر المجموعة الحديدية بأفضل معدل نقطي في تاريخ مشاركاتنا، وما أعقب ذلك في قطر من توجه أنظار العالم بعد الفوز التاريخي على المنتخب الأرجنتيني البطل بقيادة الأسطورة ميسي.
كيف سيتعامل هؤلاء مع الأخضر حين يخسر في مشاركات رسمية، وماذا يعدون من عدة في حال لم تكن النتائج في الاستحقاق الآسيوي المقبل مرضية، لماذا يخلطون بين تشجيع أنديتهم وبين الأخضر، وكيف يفضلونها على ما يتحقق له.
نحن بحاجة لتخفيف هذا الاحتقان الجماهيري وبالتحديد مسؤولي الأندية هذه في توعية جماهيرهم وتوحيد التكاتف خلف المنتخب السعودي عبر رسائل إعلامية تبدأ من الآن، ولمَ لا يكون هذا الأمر بمبادرة من المسؤولين عن المنتخب لأن الوضع ينذر بالخطر، قبل أن نخوض المنافسات الرسمية وتحديدًا الكأس القارية المقبلة فكيف سيتعامل هؤلاء المتنافسون مع أي خسارة قد تحصل في مشوار الأخضر المقبل، وكيف تستطيع إعادة المنتخب وضمان تجاوزه لأي خسارة وسط هذه الأجواء المشحونة.