|


عيد الثقيل
المحبون يسقطون الهلال
2023-09-28
أجواء غير صحية تمر على الفريق الهلالي نادرًا ما مرت عبر تاريخه، وفي كل تلك الأحداث النادرة المشابهة كان الهلاليون يسقطون أنفسهم بأيديهم كما يحدث الآن، فباتفاق الأغلبية من متابعي كرة القدم السعودية وفي مقدمتهم المنتمون للفريق الأزرق يرون أن الإدارة نجحت في تحقيق أعظم ميركاتو في تاريخ الفريق حين استقطبت 3 من نجوم الدوري الإنجليزي، وأحد نجوم الدوري الإيطالي، وآخر يعتبر أفضل الحراس في الدوري الإسباني، وقبل ذلك التعاقد مع القائد التاريخي لمنتخب البرازيل نيمار أحد أساطير كرة القدم حاليًا.
كل ذلك لم يمنع الهلاليين من محاربة أنفسهم مع أول تعثرات للفريق، وحين لم يقدم المستوى المأمول في بعض المباريات وهو أمر طبيعي أن يغضبهم وسط كل هذه الكوكبة من النجوم، ولكن غضبهم وانتقادهم تحول لحرب يقودونها ضد فريقهم حتى أنهم وفروا الجهد على خصومهم ومنافسيهم. فبدل الانتقادات المنطقية والطبيعية في مثل هذه الأحوال تحول المشجع والإعلامي واللاعب وعضو الشرف إلى رؤوس حربة في هذه الأجواء التي ستسقط الهلال بكامل نجومه لا محالة.
المدرج ينقسم إلى قسمين، قسم يحارب بعض نجوم الفريق ويحددهم بالاسم ويتهمهم بـ “الشللية”، ومحاولة إسقاط المدرب، وقسم آخر يهاجم المدرب ويمحو كل سجله التدريبي الكبير طوال مسيرته ويحمله كامل المسؤولية، وللأسف أن مشاركات بعض اللاعبين وأعضاء الشرف وكبار الإعلاميين المنتمين للبيت الهلالي كانت سببًا في إشعال هذا الانقسام بآرائهم والتي لا يشكك أحد في أنها نابعة من محبة وحسن نية، ولكنها كانت مثل الوقود الذي سارع في إشعال النيران وتشتيت محبيه.
خرج الرئيس الأكثر تحقيقًا للبطولات والأكبر منجزات في تاريخ النادي ليحاول أن يهدئ من حالة الانقسام الهلالية، وهو الرئيس الذي لم يسلم مع كل منجزاته من هذا الانقسام، فتارة هو الرئيس الأفضل في تاريخ النادي، وتارة هو أسوأ من مر على هذا الكرسي، إلا أن محاولاته قد لا تنجح مع كل هذا التباين والانقسام في الرأي الأزرق ما لم يتنبه محبوه لما حدث بأسبابهم هم وليس لعوامل خارجية ويتداركون أمرهم بالالتفاف خلف فريقهم حتى يتجاوز هذه الأزمة والشرخ الذي أحدثوه بأنفسهم.