|


رياض المسلم
صورة المستشار وبرواز النجوم
2024-01-25
كتب الشاعر العبقري الأمير عبد الرحمن بن مساعد في رائعة «البرواز» بيتًا لم يتخطاه العشاق إلى يومنا، «لا صرتي الصورة وعيوني البرواز وشلون أبنسى»، الأمير متعدد المواهب يجلس في الصف الأول في حفل جول أووردز ويشاهد صورًا من تكريم النجوم والنجمات من السعودية والخليج والعرب والعالم أجمع، في عاصمة الفن «الرياض»، والابتسامة تختلط مع دموع الفرح والفخر، فماذا عساه أن يكتب عندما تكون الصورة تضم المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، الذي يمثل الجهة المانحة للتكريم والبرواز هم نجوم الحفل.
التكريم هو لغة الوفاء.. وتقدير للجهد والعطاء.. وليس له مكان للانتماء.. وعندما يكرم شخص داخل وطنه أو خارجها هو في نهاية المطاف يحسب له ولموطنه الذي له الفضل بعد الله سبحانه بأن يكون على خشبة المسرح.
حفل جوي أووردز وهو يمرّ في عامه الرابع، أصبح أيقونة للنجاح وأكبر حافز للنجوم ورفع من التنافسية إلى جانب تكريم الرواد في مختلف مجالات الفن، وأغفل صناع الحفل العالمي الجانب الجغرافي وعزز الشق التاريخي، فالفن ليس له وطن بل أوطان.
نردد مقولة إن «الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة»، فما بالنا إن كانت الشجرة ثابتة وراسخة في الثراء وعلى أغصانها النجوم يصلون السماء فكيف ستصلهم حجارة «الحاقدين»؟!.
هو الأمر ذاته ينطبق على حفل جوي أووردز، فمن الطبيعي أن تسمع أصوات نشاز من الخارج، لكنها لا يمكن أن يسمعها العقلاء ويتجاهلون الصوت الكبير للنجمة الأسطورية نجاة الصغيرة تصدح على خشبة مسرح بكر الشدي في مدينة الرياض ولحظات تكريمها بعد ابتعاد عقود من الزمن، ولا يمكن لتلك الأفواه الحاقدة أن يلتفت المنصفون لوجهات نظرهم «المخجلة»، ولكن الرد عليهم يأتي من خلال الكلمة التي قالها زعيم الفن العربي عادل إمام في كلمته أثناء تكريمه في الحفل ذاته.
لن تتوقف الهيئة العامة للترفيه عن تكريم من يستحق ممن قدموا أعمالًا فنية رائدة وهي لا تلتفت إلى جنسياتهم بل عطائهم، ولم يتوقف الأمر على «جوي أووردز» بل لنا في ليالي الأساطير أمثلة عدة لا يتسع المقال لها.
وختامًا.. تلك الأصوات «النشاز» يطرب لها من اعتاد على الحسد والحقد، لكن من ربى نفسه على تطهيرها من تلك الصفتين المنبوذة سيسعد بأن يشاهد هذا النجاح الكبير والتقدير لمن يستحق.