|


رياض المسلم
الزعيم بين الحظ والدعم الخفي والتحكيم
2024-03-16
الناجح محارب.. والشجرة المثمرة تقذف بالحجارة.. ومن لا يستطيع أن يطول العنب يقول كما رددت الفنانة أحلام «حامض»، تلك المقولات حفظناها ورميناها في وجه كل المحبطين والناقمين وقاطعي طريق التفوق..
الهلال ينجح.. يحاربونه وعندما يثمر يقذفونه وحتى مذاقه «حمّضوه».. هي الطبيعة لدى بعض الأشخاص مناصري الفشل وأعداء الإنجاز..
التحكيم.. الحظ.. الدعم الخفي.. كل ما سبق وأكثر اتهامات تطال الهلال مع كل فوز أو منجز، لكن أليس في القوم عاقل يقول لهؤلاء: «لماذا لا تراقبون خطواته وتقتربون منه فقد تكونون يومًا مثله أو أفضل؟»..
من يشكك في إنجازات الهلال وأرقامه القياسية هو شخص جعل من نفسه أضحوكة هذا الزمن، وينتظر سقوط الهلال ليقول أنا على حق، لكن رقبته اختلت فقراتها فلقد طالت مدة مشاهدته الهلال في السماء فلم يترنح أو يسقط..
في الهلال كل شيء يشابه الكمال وأبعد من الخيال، كل ذلك يعود إلى العمل والتركيز على النجاح والبعد عن «سفاسف الأمور»..
الهلال.. اسم لا يرفعه رئيس نادٍ أو لاعب أو مدرب مهما علا شأنهم، فهو «منتج فاخر» بحد ذاته لا يحتاج إلى من يلمّعه.
الهلال منظومة نجاح، ودائمًا ما يكون تركيز مسيّريه على الملعب مبتعدين عن أي صراعات تجرّهم بعيدًا عن العشب الأخضر لمعرفتهم أن خارجه سيذبلون، فلا ماء يروي إلا من هم بداخله..
نجاح الهلال يشكل فشلًا لدى البعض رغم أن القمة مبسوطة وتتسع للناجحين، لكنهم للأسف وضعوه ندًا خارج الملعب فكسبهم داخله.
بيئة الهلال تشكل جاذبية لكل من يعيش داخلها، وحتى نيوتن لا يستطيع أن يفسّرها، فنشاهد لاعبين أجانب عندما يغادرون النادي كيف يعودون إليه مبتسمين متحولين إلى عشّاق ويشجعونه، فقط في الهلال هذه الظاهرة فلا تراها في أي نادٍ آخر إلا ما ندر..
فوز الهلال المتتالي رقم 28 ومن أدخله موسوعة غينيس كأطول سلسلة انتصارات في تاريخ كرة القدم، لم يأتِ إلا بعد فكر يدير النادي ومنهجية يسير عليها منذ أعوام طويلة، وليس على هوى أشخاص ومزاجهم، ومن يقود النادي يكون مسيّرًا وفق ضوابط محددة ومسارات تنتهي به إلى الإنجاز، وليس مخيرًا فيقدم مصالح شخصية أو يرتجل قرارات تضر بالنادي، وهو ما نشاهده في الكثير من الأندية السعودية.
في حوار لمحمد الشلهوب في عام 2005، حمل عنوانه: «الهلال يسير بدعاء والدتي» نشرته صحيفة شمس، وخرجت قبل فترة ليست ببعيدة مقولة «النوايا الطيبة» تدعم الهلاليين والنوايا السيئة تقف في طريق بعض الأندية، وما يذكر خارج الملعب ليس له تأثير داخله إلا إذا كان لخبراء الفلك والطاقة رأي آخر..
الهلال يكسب ويحقق أرقامًا قياسية وتاريخية ولا يستغني بالطبع عن دعاء والدة الشلهوب ـ رحمها الله ـ أو والدي كل اللاعبين أو العاشقين للزعيم، ولكن الدعاء بالطبع وحده لا يكفي، ويقول سبحانه: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".
لغة الأرقام من السهل قراءتها لكن من الصعب كتابتها.