|


نايكي وأديداس.. صراعات التاريخ تجمع ميسي ورونالدو والمنتخبات الكبرى

المتجر الرسمي لـ «أديداس» في مدينة فرانكفورت، يعرض الأطقم الخاصة بالمنتخب الألماني الأول لكرة القدم، الجمعة (الفرنسية)
باريس ـ الفرنسية 2024.03.23 | 02:40 am

ضربت الشركة الأمريكية للمستلزمات الرياضية «نايكي» منافستها الألمانية الرئيسة «أديداس» في الصميم، وكسبت معركة مهمة بينهما، بحصولها، بدءًا من 2027، على حق رعاية المنتخب الألماني لكرة القدم، الذي طالما ترافقت صورته ومشاركاته مع الشركة الوطنية وخطوطها الثلاثة الشهيرة منذ 1954.
هذا التنافس بين العملاقتين ليس جديدًا بالتأكيد على صعيد اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وكان هناك العديد من المعارك اللافتة، التي تستعرض وكالة «فرانس برس» أبرزها:
البرازيل: قضية رونالدو
كانت «قضية رونالدو» أول ضربة كبرى لشركة «نايكي» في عالم كرة القدم، ففي تسعينيات القرن الماضي، قررت الشركة، التي اشتهرت بعالم كرة السلة مع أساطير، مثل مايكل جوردان، أن تتجه نحو اللعبة الشعبية الأول في العالم عام 1996، ووقّعت عقدًا لعشرة أعوام مع المنتخب البرازيلي، واغتنمت الفرصة للتعاقد مع مهاجمه رونالدو، لكن سرعان ما تزعزعت الصورة بعد هذه الخطوة الأولى الكبرى في كرة القدم، ففي نهائي كأس العالم 1998 ضد فرنسا، كان رونالدو شبحًا للاعب الذي أرعب المدافعين، وذلك نتيجة الإعياء، الذي أصابه عشية الهزيمة أمام فرنسا، المضيفة، بثلاثية نظيفة، وترددت شائعات مفادها أن الشركة الأمريكية أجبرت رونالدو على اللعب على الرغم من المرض، لتصبح بذلك كبش فداء للهزيمة النكراء أمام زين الدين زيدان ورفاقه.



إنجلترا: بوابة أوروبا
كانت شركة «أومبرو» الراعي التاريخي للمنتخب الإنجليزي، منذ ظهورها عام 1924، ورافقتهم في تتويجهم باللقب العالمي الأول الوحيد عام 1966، لكن الشركة البريطانية دخلت في أزمة مالية عقب كأس العالم 2006، واشترتها «نايكي» بعد ذلك بعامين، أصبح شعار «الفاصلة» بعد ذلك موجودًا على قمصان العديد من الأندية الإنجليزية الكبرى، وصولًا إلى المنتخب عام 2013. وسمحت هذه البوابة إلى أوروبا للشركة الأمريكية بمنافسة «أديداس»، التي كانت الرقم واحد من دون منازع في عالم كرة القدم آنذاك.



فرنسا: قصة قميص
أصبح قميص المنتخب الفرنسي عام 1998 أسطوريًا بعدما توّج «الديوك» على أرضهم بلقبهم العالمي الأول. وفي عام 2008، شاركت «نايكي» بدعوة الاتحاد الفرنسي للعبة من أجل تقديم عروض تصميمية لملابس منتخباته، وكانت فرصة جديدة للعثور على مكان في كرة القدم بعد الاستحواذ على «أومبرو».
وبعرض قيمته 320 مليون يورو، على مدى سبعة أعوام، أزاحت «نايكي» في 2011 غريمتها الألمانية عن القميص، الذي زيّنه شعارها منذ عام 1972، وبعد البرازيل وإنجلترا، حان وقت فرنسا ليصبح الأمريكيون شركاء لثلاثة منتخبات كبرى، مقابل اثنتين لـ «أديداس»، وهما ألمانيا والأرجنتين.



ألمانيا: المعركة الأخيرة
بعد الفوز بكأس العالم أربع مرات، وشراكة دامت طيلة 70 عامًا، خسرت «أديداس» عقدها مع الاتحاد الألماني لكرة القدم، ومرة أخرى كانت «نايكي» الفائزة بتوقيعها عقدًا من 2027 حتى 2034، وكانت الصدمة هائلة بالنسبة للعلامة التجارية ذات الخطوط الثلاثة، التي ارتبط تاريخها بملحمة «مانشافت» منذ عام 1954.
وتأمل «أديداس»، التي أعربت عن امتعاضها من هذه الخطوة، ولا سيما أنها أُبلِغت الخميس، أي كما العالم بأجمعه، بفض الشراكة، أن تودّع «مانشافت» بأفضل طريقة ممكنة خلال حملتيه الأخيرتين معه: الصيف المقبل في كأس أوروبا، التي يستضيفها على أرضه، ومونديال 2026 في الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك.



ـ إسبانيا والأرجنتين: الوفاء للألمان
مع المنتخب الإسباني، استمرت الشراكة مع «أديداس» لأكثر من 30 عامًا من دون انقطاع، وكانت الشركة حاضرة عندما سيطر «لا روخا» على كرة القدم العالمية، وشاهد بعض الأسماء الكبيرة تمر عبره، مثل الحارس إيكر كاسياس، وكارليس بويول، وجيرار بيكيه، وسيرخيو راموس، وسيرجيو بوسكيتس، وتشافي هرنانديس، وفرناندو توريس...
بالنسبة للأرجنتين، دخلت «أديداس» تاريخ المنتخب الأمريكي الجنوبي عام 1974، لكن من تغيير إلى آخر، استغرق الأمر بعض الوقت كي ترسخ مكانتها أمام المنافسين. في كأس العالم 1986، عندما أقصى دييجو مارادونا إنجلترا، كانت «كوك سبورتيف» الراعي الرسمي لمنتخب بلاده المتوّج بلقب تلك النسخة على حساب ألمانيا الغربية.
لكن «أديداس» كانت الشريك الرسمي للمنتخب خلال تتويجيه العالميَين الآخرَين عامي 1978 و2022، وكانت أيضًا مرتبطة بعقد رعاية مع الفائز بالكرة الذهبية ثماني مرات، ليونيل ميسي، منذ عام 2006.



ـ إيطاليا: انتصار لأديداس
كانت «أديداس» شركة المستلزمات الرياضية الكبرى الأولى، التي يرتبط بها المنتخب الإيطالي، وذلك عام 1974، لكن الشركة لم تكن برفقة «أتزوري» في أي من رحلاته إلى الألقاب العالمية الأربعة، وأيضًا «نايكي» من الشراكة بين الطرفين في مونديال 1998، ففي عام 2006، خلال رحلة اللقب العالمي الرابع الأخير، كانت «بوما» الراعية للمنتخب الإيطالي حين توّج بطلًا على حساب فرنسا، ومنذ 2023، عادت «أديداس» مرة أخرى لتصبح الشريك الرسمي للاتحاد الإيطالي، الذي توّج منتخبه بطلًا لأوروبا في صيف 2021 مع «بوما».