رصد ـ حسن أبوزينب

لم يسبق لساحل العاج أن تخطى دور المجموعات في نهائيات كأس العالم، لكن هذا الأمر لا يعود إلى عدم امتلاكه قدرات فنية أو بدنية، تمكنه من التأهل وخوض مباريات الدور الثاني، بل لأن قرعة المونديال لم تكن منصفة لهذا المنتخب الأفريقي، الذي يملك لاعبين كبارا ومميزين. وفي نظرة تاريخية لمشاركات ساحل العاج في كأس العالم، فقد بدأ مشواره في نسخة العام 2006 في مجموعة صعبة للغاية، ضمت كلاً من الأرجنتين وهولندا وصربيا، الأمر الذي وضعه في موقف حرج وصعوبة بالغة من أجل حصد النقاط والتأهل إلى الدور الثاني، وتكرر المشهد في مونديال جنوب أفريقيا بعد أن وضعته القرعة مع البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية. وكان منتخب الأفيال قد أنهى مشاركتيه الوحيدتين ثالثاً في ترتيب المجموعة بدون أن ينجح في تحقيق نتيجة تاريخية، رغم أنه يضم نجوماً أمثال يايا توريه وشقيقه كولو توريه، والنجم ديديه دروجبا الأمر الذي يجعل هؤلاء اللاعبين مؤثرين في المونديال البرازيلي القادم، من أجل تحقيق المراد والتأهل إلى الدور الثاني لأول مرة ولكنه انتكس في مباراته أمام اليونان فخسر المواجهة 1ـ2 للتأهل اليونان على حسابه. وكان منتخب ساحل العاج تأهل إلى كأس العالم في البرازيل 2014، بعد إقصاء السنغال بمجموع اللقاء ذهابا وإياباً (4ـ 2)، بعد تحقيق فوز على أرضه بثلاثة أهداف مقابل واحد، والخروج بنتيجة التعادل على أرض السنغال (1 ـ 1)، ليضمن ساحل العاج مشاركته الثالثة توالياً في بطولة كأس العالم. وتكمن قوة منتخب ساحل العاج بنوعية اللاعبين في صفوفه، القادرين على خلق نسق هجومي مُتميز وإزعاج أقوى دفاعات المونديال، خصوصاً بوجود مهاجمين من الطراز الرفيع وصانع ألعاب متميز اسمه يايا توريه، ويبدو أن ساحل العاج تأهل بقوة إلى البرازيل، بعد أن سجل في جميع مباريات التصفيات الأفريقية وهو أكثر منتخب في كأس العالم سجل أهدافه في ربع الساعة الأول. في المقابل يواجه ساحل العاج مشاكل دفاعية جمة، ظهرت بوضوح في كأس الأمم الأفريقية 2013، والتصفيات التأهيلية إلى كأس العالم عن قارة أفريقيا، لأنه كان يسجل الأهداف وإذ به يتلقى مثلها ويعود من بعيد ليفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة، بينما لا يستعمل مدربه الأجنحة للمشاركة في الهجوم، الأمر الذي لا يمنح المدافعين الخبرة المطلوبة من أجل الحفاظ على نظافة الشباك، ويجعل كشف خطهم الدفاعي من الأمور السهلة وربما لهذا السبب غادر أفيال أفريقيا البطولة بعد إهدارهم فوزا مستحقاً أمام اليونان دخل فيه المباراة بفرصتي التعادل والفوز فأضاع اللاعبون وعد رئيس الاتحاد العاجي لكرة القدم بمضاعفة مكافأة المباراة التي سمتنح للاعبين في حال فوزهم أمام اليونان، لتصل إلى 48780 يورو لكل واحد منهم .. يتميز منتخب ساحل العاج بأنه من أبرز المنتخبات الأفريقية التي تخلق نجوماً في عالم كرة القدم وتُصدرهم لأعتى الأندية الأوروبية، وأبرزهم اللاعبون الذين يمثلونه في المونديال البرازيلي، أمثال المهاجمين دروجبا وكالو، أما وسط الملعب فيتألق فيه ديديه زوكورا، ويايا توريه الذي سيكون من نجوم كأس العالم من دون منازع. في حين يسطع نجم جيرفينيو لاعب روما الإيطالي الذي تألق وأثبت نفسه في تشكيلة الأفيال وهو الجناح السريع الذي يقود الهجمات العاجية، وبالنسبة للدفاع فليس أفضل من إيمانويل إيبوي وكولو توريه من أجل تشكيل السد المنيع المطلوب.