|


2014.07.10 | 06:00 am

رصد ـ حسن أبوزينب

اتجهت هندوراس لنهائيات البرازيل 2014 بحثا عن إحراز فوزها الأول عندما شاركت للمرة الثالثة في تاريخها في كأس العالم لكرة القدم. وقعت الدولة الصغيرة في مجموعة وصفت بداية بأنها معقولة حيث ضمت فرنسا بطلة 1998 وسويسرا والإكوادور، لذا توقع الكثيرون أن يكون طريقها نحو الدور الثاني أقل تعقيدا.ولكن الواقع كان له رأي آخر. فقد خسرت مبارياتها الثلاث، حيث سقطت أمام فرنسا 0ـ3 وخسرت أمام الإكوادور 1ـ2 قبل أن تغادر كأس العالم بهزيمة ثقيلة أمام سويسرا بثلاثية نظيفة.
الذي يستوقف هنا إنه في سبتمبر الماضي سجلت نفسها أول منتخب زائر يفوز على المكسيك في ملعب ازتيكا الشهر منذ 2001، ولذلك اتجهت هندوراس إلى البرازيل بمزيد من الثقة.
بلغت هندوراس ربع نهائي دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، ثم اقتنصت مقعدا مباشرا إلى مونديال البرازيل 2014 مرسلة المكسيك إلى ملحق مؤهل.
اتخذ منتخب هندوراس بقيادة مدربه الكولومبي لويس فرناندو سواريز من بورتو فيليز، التي تبعد نحو 100 كلم شمال ساو باولو، مقرا له، متطلعا إلى مواجهة مرتقبة مع الإكوادور في كوريتيبا في 20 يونيو. اللافت في نلك المواجهة أن سواريز كان قاد الإكوادور إلى الدور الثاني في مونديال 2006، فيما أوصل مواطنه رينالدو رويدا هندوراس إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب إفريقيا.
سواريز قال معلقا عن ذلك اللقاء : "لم أرد مواجهة الإكوادور، ليس فقط لرينالدو بل للبلد، فهو يعني لي كثيرا. لكن على كل حال هذه هي القرعة، سنسعى لمواجهتها بطريقة احترافية ونريد بلوغ الدور الثاني". ولكن يبدو أن تلك كانت أضغاث أحلام ..فقد صفعهتا الدولة الصغيرة بهدفين مقابل هدف.
جمهور الدولة الصغيرة البالغ عدد سكانها 2ر8 ملايين نسمة شغوف جدا بكرة القدم، ففي عام 1969 تحول هذا الشغف إلى "حرب كرة قدم" مع الجارة السلفادور حول أرض متخاصم عليها في وقت تواجها ضمن تصفيات كأس العالم، فراح ضحية هذه الحرب أكثر من 4 آلاف قتيل.
انتظرت هندوراس حتى 1982 لتبلغ كأس العالم لأول مرة في تاريخها، فتعادلت مع المضيفة إسبانيا وايرلندا الشمالية 1ـ1.
لم تكن نتائجها أفضل في النسخة الماضية، فخسرت أمام البطلة إسبانيا 0ـ2 وتشيلي 0ـ1 وتعادلت من دون أهداف مع سويسرا.
منتخبات كثيرة كانت تفضل الهرب من الحرارة العالية والظروف المناخية القاسية في البرازيل، خلافا لهندورس المتألقة في حر ملعبها "سان بيدرو سولا".
ضمت تشكيلة هذه النسخة ظهير أيسر سلتيك الاسكتلندي ايمليو ايزاجويري لاعب العام 2011 في اسكتلندا والحارس نويل فاياداريس الذي يبلغ السابعة والثلاثين. لاعبا الوسط ويلسون بالاسيوس المحترف مع ستوك سيتي الإنجليزي وروجر اسبينوسا الذي أحرز لقب كأس إنجلترا مع ويجان في 2013، هما مصدر الإبداع في الفريق.
كما يعتبر بالاسيوس من ركائز هندوراس بعدما دافع عن ألوان ويجان وتوتنهام وستوك الإنجليزية، وأصبح من الوجوه المعروفة في البرمير ليج وواجهة لاعبي بلاده المحترفين خارج الحدود.
لكن لاعب الوسط الدفاعي الذي شارك في 2010 إلى جانب شقيقيه جيري وجوني في سابقة فريدة، كان يعيش مع ذكرى مؤلمة تمثلت بخطف شقيقه ادوين في 2009 وقتله برغم دفع 200 ألف دولار فدية. في يناير 2010 حمل اللاعب في قلبه غصة كبيرة وكشف أنه كان قريبا من الاعتزال نظرا لتأثره سلبيا من الناحية النفسية بسبب هذه الحادثة.
بالاسيوس لقب في بلاده بـ"الساحر" بسبب هدف سجله من منتصف الملعب لفريقه أولمبيا ضد ماراثون ليحرز لقبه الخامس في دوري 2006، ولذلك عول عليه منتخب هندوراس في مونديال البرازيل سيما بعد خوضه أكثر من 90 مباراة دولية منذ بداياته في 2003 ليصبح أبرز العناصر التي اعتمد عليها جمهور هندوراس في نهائيات البرازيل.
ضم الهجوم لاعب نيو انجلاند ريفولوشن جيري بنجتسون صاحب 9 أهداف في التصفيات والمخضرم كارلو كوستلي (31 عاما) صاحب 30 هدفا في 68 مباراة دولية، سبعة منها في التصفيات الأخيرة. كان سواريز أول من استدعى 23 لاعبا لنهائيات البرازيل، 13 منهم يحترفون في الخارج.
في إطار استعداداتها للحدث الكبير، تضمن سجل مواجهات هندوراس الودية تركيا في واشنطن (29 مايو)، إسرائيل في هيوستن (1 يونيو) وإنجلترا في ميامي (6 يونيو). كما قبل بطل العالم السابق الأرجنتيني خورخي فالدانو دعوة من سواريز لتحفيز لاعبي هندوراس في البرازيل، للعمل معهم على الجانبين الذهني والكروي.