|


مساعد العبدلي
اختبار سامي المدرب
2016-05-25

** لا أعتقد أن أحداً يشك في نجومية وتاريخ وإنجازات سامي الجابر (كلاعب) كرة قدم فقد سجل هذا النجم نفسه كأحد أبرز نجوم الكرة السعودية والآسيوية وحقق (كلاعب) كل أحلامه وطموحاته...
** علينا أن نقفل صفحة سامي (اللاعب) ونفتح من جديد صفحة سامي (المدرب) خصوصاً بعد أن أبرم عقداً لمدة 3 مواسم لتدريب فريق الشباب...
** عندما قرر سامي اقتحام مجال التدريب وتولي مهمة تدريب الفريق الهلالي كتبت في هذه المساحة وتحدثت في أكثر من قناة فضائية رياضية عن رأيي حيال المجال الجديد الذي قرر الجابر اقتحامه وقبول التحدي فيه...
** قلت يومها إنني لم أتمن أن يبدأ الجابر مشواره (كمدرب) من (القمة) مدرباً للفريق الهلالي الأول وتمنيت لو بدأ إما بتدريب الفئات السنية بنادي الهلال أو فرق الوسط في دوري جميل أو حتى فرقاً في دوري الدرجة الأولى...
** بررت ذلك بأن الجابر لن يكون تحت المجهر الإعلامي والجماهيري ولا تحت الضغط النفسي وهذا يمنحه فرصة العمل بهدوء وإثبات حضوره الفني وصناعة اسم تدريبي له...
** من خلال تدريب هذه الفرق (ومتى نجح الجابر) فإنه سيزداد ثقة (تدريبية) بنفسه وسيجد نفسه مؤهلأً لتدريب فرقاً كبيرة إعلامياً وجماهيرياً بل سيجد العروض تنهال عليه من هذه الفرق...
** لم يحدث هذا مع الجابر بل أراه (من وجهة نظر شخصية ) أخطأ في اختيار البداية فدرب الهلال الفريق المعتاد على البطولات والفريق الذي دوماً تحت زخم إعلامي وجماهيري لا يرحم ولا يقبل حتى بالخروج في كل موسم بأقل من بطولة فكيف إذا خرج دون أي بطولة...
** كان الهلال إذا فاز تحت إشراف الجابر (الفني) يقال هذا هو الهلال يصنع المدربين وإذا خسر الهلال صب الإعلام والجمهور الهلالي غضبه على الجابر وهو ما حدث فرحل الجابر عن تدريب الهلال...
** لن أتحدث عن المرحلة التي تلت رحيل الجابر عن الهلال فقد تنقل في أكثر من محطة بحثاً عن تسجيل حضوره من جديد لكن التوفيق لم يحالفه لأي سبب كان...
** اليوم تأتي الفرصة مناسبة جداً للجابر بتدريب فريق الشباب وهو قرار أراه (من وجهة نظري الشخصية) مناسباً للغاية...
** ربما أن الجابر في مرحلته التدريبية الأولى لم يرد أن يدرب فريقاً مغموراً لذلك تنقل بين أكثر من فريق خليجي ذي سمعة وشهرة...
** فريق الشباب أحد الفرق الكبيرة على صعيد الإنجازات والمنافسة المحلية والخارجية ويفخر أي مدرب محلي أو أجنبي بتدريبه ولعل الجابر وافق لأنه يعلم بتاريخ الشباب ومكانته...
** جانب آخر يدفعني للقول بإيجابية قبول الجابر تدريب الشباب هو أنه سيدرب فريقاً كبيراً بتاريخه لكنه لا يحظى بشعبية وإعلام الهلال وهذا يمنح الجابر حرية العمل بعيداً عن أي ضغوط نفسية...
** سبب ثالث (هام للغاية) يجعل قرار الجابر إيجابياً هو (التحدي)...
** الشباب تراجع كثيراً هذا الموسم وابتعد (على غير العادة) عن المنافسة لأسباب فنية وعناصرية وينتظر الشبابيون عودة فريقهم بأسرع وقت ممكن...
** هنا يكمن التحدي...
** على الجابر أن يقبل التحدي مع النفس أولاً ومع كل منتقديه وعليه أن يرسم برنامج إعادة الشباب فريقاً قوياً لا ينافس (فقط) على البطولات بل يحققها...
** ربما أن الجابر يريد بالفعل رسم البرنامج لذلك اتفق مع إدارة الشباب على عقد يمتد لثلاثة مواسم وكأن الطرفين اتفقا على أن الفريق يحتاج لإعادة بناء من جديد...
** البناء يأتي من خلال إبعاد العناصر غير القادرة على خدمة الفريق ثم استقطابات محلية متميزة ومحترفين أجانب مؤثرين وأخيراً تصعيد لاعبين من الفئات السنية...
** هل يمنح الشبابيون الجابر الميزانية التي تحقق له ذلك؟ ولو منحوه هل ينجح الجابر في إعادة الشباب؟
** إنه الاختبار الفني الحقيقي لسامي الجابر (المدرب) الذي أتمنى له كل التوفيق...