|


عبدالرحمن الجماز
تفكيك الأخضر !
2023-11-19
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن ينتهي المطاف بالمنتخب السعودي الأول لكرة القدم لما هو عليه الآن.
والحقيقة أن السعودية كانت تملك منتخبًا عظيمًا، نجح في تصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم الماضية بوجود أقوى المنتخبات الآسيوية اليابان وأستراليا، واستطاع الإطاحة بالمنتخب الأرجنتيني (بطل العالم) في مباراة ملحمية كانت حديث العالم، ولكن هذا لم يدم طويلًا، حيث جرى تفكيك هذا المنتخب العظيم لعوامل مختلفة، كانت الإصابات وتراجع مستويات بعض اللاعبين سببًا مهمًا في انتكاس المجموعة القوية للأخضر، وإن كان رحيل المدرب هيرفي رينارد ومجيء الإيطالي مانشيني، بمثابة الإعلان الرسمي لانتهاء منتخب عظيم، واستبداله بمنتخب هش، كما يراه البعض، رسم الشكوك حوله، هل سيكون قادرًا على المنافسة في كأس آسيا المقبلة في قطر، أم أنها ستبقى مجرد طموحات لا معنى لها، وأن دور الأخضر في المنافسات المقبلة لن يتجاوز كونه ضيف شرف، يعيد ذكريات المشاركات الهزيلة التي أعقبت نهائي 2007. وعلى الرغم من أن الهدف الأول والمعلن للمسؤولين في اتحاد القدم، يتحد تمامًا مع استراتيجية المدرب مانشيني نفسه، الذي أعلن في أول تصريحات أعقبت التوقيع معه، وهو تحقيق كأس آسيا، إلا أنه لا يبدو أنه سيتحقق، وربما ستبقى أحلامًا وأمانيّ، لن تتحقق على أرض الواقع، عطفًا على المؤشرات الأولية، التي كان عليها حال الأخضر السعودي سواء في المباريات التجريبية أو في أولى المباريات الرسمية أمام باكستان، لم تشفع الرباعية ببعث أي رسائل مبدئية تؤكد أن الأخضر قادر على المنافسة، وليس الظفر باللقب. صحيح أن المدرب جديد، واتحاد القدم لم يكن له خيار مع قرار رحيل هيرفي المفاجئ، ولكن لابد من الاعتراف أن مانشيني، قد لا يكون هو الخيار المناسب للأخضر في هذا التوقيت تحديدًا، وهو ما يتحمله اتحاد القدم ولا أحد غيره، يمكن أن يوجه له اللوم. عمومًا ستكون مواجهة الأردن غدًا “فحصًا” مهمًّا ستعطي تصورات كاملة تكفي لتحديد المسار الذي سيكون عليه حال المنتخب السعودي في المرحلة المقبلة. وهي بلا شك فترة حساسة، ستجعل الأخضر والمنظومة كاملة على صفيح ساخن.
فلننتظر!!.